فتح مبارك
فتح مبارك
نقضت قريش عهدها واعتدت على حلفاء المسلمين فتحتَّمت المواجهة من جديد حتى جاء فتح مكة في رمضان السنة الثامنة من الهجرة، وبذلك استقرَّت الأمور في الداخل الإسلامي أكثر من الأول وفرغ المسلمون لمواجهة مخاطر فارس والروم.
ومن الفتوح المباركة التي عُدَّت معلمًا بارزًا في التاريخ الإسلامي: قدوم وفود العرب إلى المدينة في التاسع من الهجرة معلنة إسلامها ومعلنةً تهاوي أهم مراكز التآمر ضد الإسلام وأهله، واستمرت، بل وزادت في العام العاشر، ويؤكد القرآن أن إسلام بعض هؤلاء العرب الذين وفدوا كان إسلامًا حقيقيًّا في حين كان بعضهم الآخر ليس إلا “ركوبًا للموجة” -كما يصفه المؤلف- يقول الله (تبارك وتعالى): ﴿قَالَتِ ٱلْأَعْرَابُ ءَامَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلْإِيمَٰنُ فِى قُلُوبِكُمْ﴾، ورغم ذلك كان لفتح مكة -معقل تمركز المشركين المحاربين حينذاك- الأثر الأكبر في الدعوة، بما له من مكانة كبيرة في تلك الفترة الصعبة من تاريخ الدعوة الإسلامية.
كانت حجة الوداع المشهورة في العام العاشر من الهجرة، ولما كان الدين الحنيف قد كمل وبلغ الناس، وأدى النبي (صلى الله عليه وسلم) الأمانة الربانية، مرض النبي الكريم في الأيام الأخيرة من صفر سنة 11هـ، وكان مرضه الحمى، والذي انتقل الرسول (صلى الله عليه وسلم) على إثره إلى الرفيق الأعلى في منتصف نهار يوم الاثنين 12 من ربيع الأول سنة 11هـ (الموافق 8 يونيو 632م) في بيت أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها).
الفكرة من كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم: حياته وتطور الدعوة الإسلامية في عصره
ساد الظلام العالم، وتهيَّأت الأرض لاستقبال عطايا السماء والمنحة الإلهية بمنهج رباني ينير للبشرية كافة طريقها ويطمس الجاهلية، ولما كان الأمر عسيرًا على البشرية أن تتغيَّر في يوم وليلة، مرَّ التغيير بمحطات كبرى وصعوبات.
يقدِّم هذا الكتاب السيرة النبوية المطهرة، مستعرضًا أهم مسارات وسُبل الدعوة الإسلامية وما واجهها من صعاب في كل مراحلها، منذ أن كان العالم مظلمًا يسوده الجهل بالله وبالتوحيد الحق إلى أن أشرقت الأرض بنور ربها واستقرت الرسالة الإلهية وكُتب لها الخلود.
مؤلف كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم: حياته وتطور الدعوة الإسلامية في عصره
عبد الرحمن أحمد سالم: مؤلف وأستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة بكلية دار العلوم، تخرج في جامعة القاهرة عام 1967 وكُلِّف معيدًا بالقسم نفسه، وحصل على درجة الماجستير عام 1974 في موضوع “التاريخ السياسي للمعتزلة حتى نهاية القرن الثالث الهجري”، ثم أوفد في بعثة دراسية إلى إنجلترا عام 1976 وحصل على الدكتوراه من جامعة برمنجهام عام 1983.
نُشر له: “المسلمون والروم في عصر النبوة”، ويتناول العلاقات الإسلامية البيزنطية ودوافع وأسباب الصراع بين الكيان الإسلامي الوليد والمملكة البيزنطية، وكتاب “الفكر السياسي الإسلامي: قراءة عصرية”، ويناقش إمكانية ترجمة الفكر السياسي في الإسلام إلى نُظم سياسية ومدى صلاحيته.