ومنْ يتهيَّب صعودَ الجبال.. يعشْ أبَدَ الدهرِ بينَ الحُفرْ!
ومنْ يتهيَّب صعودَ الجبال.. يعشْ أبَدَ الدهرِ بينَ الحُفرْ!
ثاني إنسان يمشي على سطح القمر عند نزوله إلى الأرض أُصيب بانهيار عصبي ونفسي لفترة ما، وبعدها كتب بعض الكتب عن نجاحه وأوضح فيها سبب الحالة التي كان فيها؛ أنه نسي أن هناك حياة على سطح الأرض، ولم تكن لديه أية أهداف أخرى لتحقيقها، فكان من الصعب أن يعيش في فراغ داخل نفسه.
فمعرفة ما يجب عمله ووضع خطط هو أمر مهم جدًّا لتحقيق غاياتك ولكنه عادةً لا يكفي، فمن المهم أن تكون هناك قوة داخلية وإصرار يحرِّكك نحو الهدف لتحويله من مجرد خطة نظرية إلى واقع، ووضع خطة جيدة في الأساس يتطلَّب تحديد الهدف لأنك دون هدف ستتعرض لضغوط كبيرة، فكيف تستطيع إعطاء مهمة ما وقتًا معينًا إذا لم تحدِّد الهدف أو النتيجة المرجوة منها؟ فإذا كانت الأهداف غير محددة فلا يهم كيف ستقضي وقتك ولا كيف تقسمه، فكل المهمات ستكون بنفس الأهمية، وهذا يُعرِّض الإنسان لنوع من الفراغ الداخلي، كما يحدث لمعظم الناس بعد سن التقاعد؛ فالكثير منهم يكتئب أو تنتهي حياته لأنه فقد المعنى والهدف منها؛ فهو لم يعد لديه ما يسعى إلى تحقيقه، فقرَّر اللا وعي الخاص به أن الحياة أصبحت غير مهمة وأن وجوده لم يعد ذا معنى!
لذلك فسواء كنت تنظم وقتك أم لا فمن الضروري أن تضع غاية كبرى لوجودك وتسعى إلى تحقيقها، ولتحقيق هذه الغاية يجب تقسيمها إلى أهداف صغيرة أو مهام ولكن لا ينبغي أن تحركك الأهداف الصغيرة دون وجود نتيجة كبيرة، ثم تُقَسم هذه الأهداف الكبيرة إلى أهداف صغيرة يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية ليسهل عليك الأداء وتشعر بالإنجاز بعد تحقيق كل هدف صغير، ويساعدك على هذا كتابة أهدافك الكبيرة على الحائط لتتذكَّرها كل يوم، وحدِّد موعدًا نهائيًّا لإنهاء هدفك، مع ضرورة أن يكون الهدف دقيقًا وواقعيًّا وقابلًا للتحقق.
ومن المهم التعامل مع الأهداف بصفتها منهجًا في حياتك كلها، فلا تقدم على أي خطوة دون أن تسأل: هل لها علاقة بأهدافي؟ هل سأحقق بها غاية ما؟
الفكرة من كتاب الطريق الفعال لإدارة الوقت والنفس والمال
هل هناك غاية كبرى في حياتك تسعى إلى تحقيقها؟ هل تعرف ما الغرض من وجودك هنا؟ لقد خلقنا الله (عز وجل) لعبادته وجعلنا خلفاء في الأرض لنعمرها، لذلك فإن كل عمل نقوم به يجب أن يتصل بالغاية الكبرى التي خُلقنا لأجلها، ولكن أكثر ما يضر الإنسان العادات السيئة والجهل والشعور بأن حياته ليست ذات معنى أو قيمة، والسبب الرئيس في ذلك هو إهدار الوقت وتضييعه وعدم معرفته بوجود غاية أو هدف يسعى إليه؛ بمعنى أن يمشي الإنسان هائمًا على وجهه ولا يفكر في جدوى الأشياء أو فيما ستصل إليه في النهاية، وأول طرق النجاح في الحياة وتحقيق الغايات هو إدارة الوقت وتنظيمه، وتحديد وجهتك وتحديد نظام معين ليدير الوقت فتزيد الكفاءة والكم وتقلِّل من الضغط العصبي الواقع عليك.
في هذا الكتاب تعرض ميريل ودونا خطوات لإدارة الوقت بفاعلية عن طريق تنظيم الأولويات وإبعاد الملهيات ووضع خطط وأهداف صغيرة لتحقيق هدف أكبر، والتخلُّص من العادات السيئة لتغيير حياتك.
مؤلف كتاب الطريق الفعال لإدارة الوقت والنفس والمال
ميريل دوجلاس Merrill Douglas: أستاذة الإدارة بكلية التجارة بجامعة إيموري.
دونا دوجلاس Donna Douglas: كاتبة ومستشارة في مجال التنمية البشرية.
حاولت المؤلفتان كثيرًا مساعدة الناس على تنظيم الوقت والتشجيع على العمل والنجاح، ثم أدارتا مركز “إدارة الوقت” بالولايات المتحدة الأمريكية، وألفتا عددًا من الكتب في مجال إدارة الوقت مثل: Time management for teams- ABC time tips- Ideas for better living- the organized executive( make time for yourself).