وجدان الطفلة ومشاعرها
وجدان الطفلة ومشاعرها
إن البناء العاطفي له أهمية خاصة في بناء نفس الطفلة وتكوينها، ويكون ذلك بتقدير انفعالاتها وعواطفها وتوجيهها إلى ما هو خيرٌ لها في دينها ودنياها، وهذا البناء يؤدي فيه الوالدان الدور الأكبر، لأنهما المصدر الأساسي لتعزيز تلك العاطفة واحتوائها. ومن تلك الحاجات الوجدانيَّة: حاجة الطفلة إلى الحب والأمن والعطف والحنان، ويكون إشباعها بتقبيلها وشمَّها والمسح على رأسها، ومداعبتها وممازحتها، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلَّم) خير قدوة في ذلك، فكان يُحسن استقبال فاطمة (رضي الله عنها) ويُقبِّل رأسها ويقوم من مقعده إليها.
وكذلك إشباع حاجتها إلى التقدير، فمن الضروري معاملة الطفلة كفرد له قيمة، وتكليفها بما تستطيع أداءه من الأعمال، وألا يخرج عن حدود إمكاناتها البدنية والعقلية، وذلك ليكون عاملًا لبناء شخصيتها واستقلالها وقدرتها على تحمُّل المسؤولية، فتزداد ثقتها بنفسها حين تلقى التشجيع، ولكن لا بدَّ من الحذر من أن يُوظِّف التشجيع كوسيلة وحيدة للتربية، وذلك لأنه سيتحوَّل إلى شرط للقيام بالعمل المطلوب، فلا بُدَّ من تربية الطفلة على تقدير العمل كقيمة قائمة بذاته.
والرفق هو القاعدة العامَّة في التربية والتأديب، لكن من الخطأ أن يُلغى العقاب كُليًّا، فالعقاب أسلوب لا بدَّ من اتباعه غير أنه يجب ألا يخرج عن كونه علاجًا فلا يتحوَّل إلى تعذيب وأن يُرفع بالتدريج حتى ينتهي الغرض منه، وذلك لتعلم الطفلة أن كل عمل له نتيجته، ولا بدَّ أن يحرص الأبوان على العدل بين الإخوة والأخوات، وعدم تفضيل الذكور على الإناث، بل يُعطي كل ذي حق حقه.
إن أهم عاطفة يجب على الأبوين أن يحرصا على تنميتها في طفلتهما هي ربطها بالله (عز وجل)، فيُظهرا حاجتهما الدائمة إلى الله (عز وجل)، وأن يُثيرا قلبها وإحساسها اتجاه جمال خلق الله وعظيم صنعه، وأنه هو الحي القيوم على حاجتنا ونحن مفتقرون إليه في كل وقت وحين.
الفكرة من كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة
إن للأبوين الدور الأول في توجيه حياة الطفل مُستقبلًا والتأثير في شخصه وطباعه ومعتقداته، وقديمًا كان الآباء يحتفون بالمولود الذكر دون الأنثى، إلا أن الإسلام ضبط هذه الأهواء، وحبَّب في تربية الإناث وتعليمهن منذ الطفولة، بل رتَّب أجرًا عظيمًا لمن رُزِق بفتاة أو أكثر وأحسن إليها وأدَّبها وعلَّمها فكانت له حِرزًا من النار، وبهذا كان للأنثى في طفولتها الحق في تقديم الرعاية والتربية الصالحة التي تجعل منها إنسانًا مُتزنة صالحة، تعبد ربَّها وتنفع مجتمعها.
وفي هذا الكتاب تقدم الدكتورة فصولًا في إرشاد الوالدين لتنشئة الطفلة على نحو سليم من الاتجاه العقدي والوجداني والفكري والجسدي والاجتماعي.
مؤلف كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة
حنان عطيَّة الطوري الجهني سعودية الجنسيَّة، بروفيسور أصول التربية بجامعة الأميرة نورة بالرياض، حاصلة على درجة بكالوريوس دراسات إسلامية، ودرجة الدكتوراه بأصول التربية، كما أنها تشغل زميل أكاديمية التعليم العالي ببريطانيا.
من مؤلفاتها:
الفكر التربوي مدارسه واتجاهات تطوره
الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة.
القيم الجمالية وتنميتها بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي (منظور تربوي).