إكرام صحَّة الطفلة
إكرام صحَّة الطفلة
إن التنشئة الجسدية السليمة تُعين المرء على أداء حق الله (عز وجل)، فعلى الوالدين الحرص على تنمية الكفاءة الحركية لابنتهما، فهذا يُوظِّف طاقة الجسم بما يناسب الحاجات الإنسانية، والعناية بالطفلة جسديًّا يكون قبل مولدها بأن تحرص الأم على التغذية السليمة، وأن يُحسن الأب معاملة الأم بالمعروف مراعاةً لحالتها النفسية، وعند ولادتها تُكرم طفلتها بالرضاعة الطبيعية، فلبن الأم يُناسب حاجات الطفلة يومًا بيوم منذ ولاتها حتى سن الفطام، أما الأب فعليه النفقة وأن يُلبِّي حاجة طفلته، وأن يتحرَّى الحلال في مكسبه.
وعند مرضها يجب على الوالدين توفير العناية الكاملة لها، وأن يبتعدا عن الخرافات في طلب الشفاء، مع الحرص على تطييب نفسها، وتطييب قلبها، كذلك تعليمها الأذكار الواردة في السنَّة في حال المرض والدعاء لله (عز وجل). ومن الأمور التي يجب على الوالدين تعليمها للطفلة: المحافظة على نظافة جسدها، وأن يعوِّداها الاهتمام بنظافة ثوبها وبدنها وأسنانها.
أما ما يتعلَّق بالطعام فعلى الوالدين أن يعوِّداها ألَّا تأكل إلا عند الإحساس بالجوع وتُمسك قبل الشبع، مع تعليمها السنن والآداب الواردة في أثناء الأكل والشرب، والنوم كذلك، فلا بدَّ من تعويد الطفلة النوم المُبكِّر، وتعليمها السنن المُتعلِّقة بالنوم والاستيقاظ، ولا بدَّ أن يتيح الوالدان للطفلة الفرصة لكي تلعب، فاللعب نشاط جسمي وذهني وانفعالي يشمل نفسية الطفل وحياته العامَّة، جعلها الله غريزة في نفسه لكي ينمو نموًّا طبيعيًّا.
وما يتعلَّق بالتربية الجنسية فعلى الأبوين إرشاد الطفلة بما يُناسب مراحل عُمرها لضبط الطبيعة الجنسية، ومن الضروري عدم الاستخفاف بالأسئلة وتعليمها آداب قضاء الحاجة وضرورة ستر عورتها وألا يطَّلع عليها أحد، وتعويدها على غضِّ البصر، فالهدف هو أن تُقبل الطفلة على طور البلوغ وهي تشعر بأن الظاهرة الجنسية ظاهرة طبيعية فطرية، ولكن نتعامل معها بضوابط.
الفكرة من كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة
إن للأبوين الدور الأول في توجيه حياة الطفل مُستقبلًا والتأثير في شخصه وطباعه ومعتقداته، وقديمًا كان الآباء يحتفون بالمولود الذكر دون الأنثى، إلا أن الإسلام ضبط هذه الأهواء، وحبَّب في تربية الإناث وتعليمهن منذ الطفولة، بل رتَّب أجرًا عظيمًا لمن رُزِق بفتاة أو أكثر وأحسن إليها وأدَّبها وعلَّمها فكانت له حِرزًا من النار، وبهذا كان للأنثى في طفولتها الحق في تقديم الرعاية والتربية الصالحة التي تجعل منها إنسانًا مُتزنة صالحة، تعبد ربَّها وتنفع مجتمعها.
وفي هذا الكتاب تقدم الدكتورة فصولًا في إرشاد الوالدين لتنشئة الطفلة على نحو سليم من الاتجاه العقدي والوجداني والفكري والجسدي والاجتماعي.
مؤلف كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة
حنان عطيَّة الطوري الجهني سعودية الجنسيَّة، بروفيسور أصول التربية بجامعة الأميرة نورة بالرياض، حاصلة على درجة بكالوريوس دراسات إسلامية، ودرجة الدكتوراه بأصول التربية، كما أنها تشغل زميل أكاديمية التعليم العالي ببريطانيا.
من مؤلفاتها:
الفكر التربوي مدارسه واتجاهات تطوره
الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة.
القيم الجمالية وتنميتها بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي (منظور تربوي).