الإبداع ينبع من الداخل أولًا
الإبداع ينبع من الداخل أولًا
يتطلَّب الأداء الناجح احترام الذات، والروح المعنوية، فكلما ارتفعت الروح المعنوية للفرد، أصبح مُبدعًا بطبعه، ويرجع أصل الإبداع والقدرة الفكرية من الأساس إلى القشرة الدماغية التي تميِّز الدماغ البشري عن دماغ الحيوانات، وهي عبارة عن قشرة سميكة من مادة رمادية اللون، تقع على المناطق الخارجية للدماغ، وكلما استمرت الروح المعنوية في الانخفاض، تصبح القشرة الدماغية رقيقة جدًّا، والعكس صحيح، وتتأثَّر الروح المعنوية للفرد أيضًا بنمط البيئة المُحيطة به، فكلما اتسمت بالسآمة، افتقر أصحابها إلى الإبداع، وهذا يحدث بالفعل في أغلب صفوف المدارس، وأماكن العمل، وهكذا تتلاشى المعنويات والإبداعات يومًا بعد يوم.
أما بالنسبة للأشخاص التحليليين بفطرتهم، فليس لديهم مشكلة إذا كانت بيئتهم تمتلئ بالسآمة، وفسَّر العلماء ذلك بأن هؤلاء الأشخاص يمتلكون عددًا كبيرًا مما يُسمى “مورفينات بيتا”، تمنحهم الشعور بالإثارة والحماس دائمًا، وتعود هذه المورفينات إلى طفولة المرء، وقد تعرِّض هذه المورفينات الشخص للإدمان على فعل ما، حيث توقف المورفينات الشعور بالألم، ويبقى فقط الشعور بالنشاط والراحة، وهذا قد يفسر إدمان بعض الأفراد على الركض مثلًا، دون النظر إلى أي مخاطر قد يتعرَّضون لها.
لكن يمكن الحصول على هذه المورفينات دون تعرُّض النفس للخطر، عن طريق حرص الآباء على الاقتراب من أبنائهم أكثر، وعناقهم دائمًا لأن ذلك سيحثُّهم على إفراز المورفينات على نحو طبيعي، وتبقى هذه الفاعلية مُصاحبة للطفل طوال حياته، ولن يحتاج إلى أي مُثيرات استثنائية للمحافظة على روحه المعنوية مُرتفعة.
ولكن إذا كانت بيئة الشخص بالفعل مليئة بالخزي، فيمكن البحث عن مصادر أخرى لمورفينات بيتا خارج نطاق الأسرة والمدرسة، فالجميع في حاجة إلى رفقة، يجد فيها راحته، ويضحك معهم، ويستمتع بالاحترام المتبادل بينهم، وأكبر مثال على ذلك، هو المؤسسات الخدمية، والنوادي الاجتماعية، أو التطوُّع في فرق الإنقاذ أو الإطفاء، وقد تبدو هذه الأنشطة ليست لها أي علاقة بالنجاح المهني، ولكنها تمنح شعورًا قويًّا بالثقة بالنفس، وترفع المعنويات، وهما مطلبان أساسيان لتحقيق الإنجازات الكبيرة.
الفكرة من كتاب النجاح جهد جماعي
تحويل مكان العمل من وسط استبدادي إلى وسط تعاوني، لا يمكن تحقيقه بين عشيةٍ وضحاها، بل يكون نتيجةً لجهود كبيرة، تقوم على أساس من العلم والتخطيط، فيحاول الكاتب هنا تشجيع كل البيئات على نبذ التنافس الداخلي، وإحلال العمل الجماعي محلَّه، ويوضِّح العوائق التي يمكن مواجهتها في أثناء تحقيق ذلك، والأساليب التي يمكن بها التغلُّب على هذه العوائق.
مؤلف كتاب النجاح جهد جماعي
تشارلز ب. دايغرت Charles Deigart: حصل على شهادات البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه من جامعة أوهايو، وعمل اختصاصيًّا في مجال الإدارة مع فريق التنمية الاقتصادية في قسم التطوير بجامعة أوهايو، وهو حاليًّا عضو في برنامج مدرسة الإدارة والأعمال التابعة لجامعة فرانكلين، ألَّف هذا الكتاب الذي بين أيدينا، واشترك مع ريتشارد جاكوبس في تأليف كتاب “ابتكار ثقافة النجاح”.