صناعة الجزيئات
صناعة الجزيئات
إن الجزيئات التي يصنعها البشر لقتل البكتيريا المسبِّبة للأمراض أو مكافحة الفيروسات أو تدمير الخلايا السرطانية؛ تقوم بمهمَّتها على نحو فج غير بارع، صحيح أنها تعمل جيدًا، لكنها قد تدمِّر خلايا سليمة في أثناء عملها، أو قد يكون الكائن الضار قادرًا على الاحتيال عليها، في المقابل يتحسَّن الكيميائيون سريعًا في مجال بناء الجزيئات، من أجل الوصول إلى علاج بالعقاقير خالٍ من الآثار الجانبية، ويكون مضمونَ النجاح.
وفي القرن العشرين كان الأسلوب المتبع لدى الكيميائيين في صناعة الجزيئات أسلوب “الهز والخبز”، وكان أغلب الجهد المبذول في مجال الكيمياء التخليقية متجهًا إلى صنع الجزيئات العضوية، التي لها تراكيب هيكلية مبنية من ذرات كربونية، ويشير الكاتب إلى أنه لم يكن لدى كيميائيي القرن التاسع عشر إلا القليل من الإدراك لكيفية صنع جزيئات عضوية جديدة، إذ كانوا يستطيعون تعديل الجزيئات التي تقدِّمها الطبيعة، مع تفتيت بعض الأجزاء عن الهيكل الكربوني وإبدال أجزاء أخرى بها، ولكن تغيير الهيكل نفسه كان أكثر صعوبة عليهم، لكن توصل العلماء اليوم إلى طريقة جديدة أطلقوا عليها “التحليل التخليقي الارتجاعي”، بمعنى إنك تُعيد تفكيك نموذج من الجزيء، وفي كل خطوة تكسر عددًا من الروابط حتى يمكنك معرفة كيفية صياغتها، ومن ثم عندما يجيء وقت أداء العملية في الاتجاه الطبيعي تكون قد عرفت بالفعل كيفية عمل كل رابطة.
ويشير الكاتب إلى أنه بفَهم التكوين والتركيب ننتقل إلى الخطوة التالية، ألا وهي طريقة تفاعل تلك الجزيئات بعضها مع بعض لخلق الحياة، فقوة الحياة لا تنتمي إلى الأجزاء المكوِّنة لأجسادنا، ولا هي متأصِّلة فيها، ولكنها نتاج العمل التبادلي لأدوات الجسم وبقاياها، فلا يتعلَّق فهم الأساس الجزيئي للحياة كثيرًا بإدراك ماهية الجزيئات، بقدرِ ما يتعلَّق بما تفعله كلٌّ منها مع غيرها.
الفكرة من كتاب الجزيئات.. مقدِّمة قصيرة جدًّا
قد يكون من التعقيد أن تبحث في ماهية الجزيئات إذا أردتَ أن تبدأ سُلَّم العلم من درجة أكثر عمقًا ثم تصعد إلى أعلى، فتسعى إلى فَهم الأسباب الكامنة وراء سلوك الجزيئات، ومن ثمَّ أسباب إظهار المادة لتلك السلسلة المميَّزة من الخصائص، وكيفية تفاعل الجزيئات فيما بينها، يأخذك هذا الكتاب في رحلةٍ مُبسَّطة في رحاب هذا العلم المُمتع.
مؤلف كتاب الجزيئات.. مقدِّمة قصيرة جدًّا
فيليب بول Philip Ball: كاتِب علمي ومحررٌ استشاريٌّ ومقدم برامج تليفزيونية وإذاعية، وُلِد سنة 1962، حصل على شهادة في الكيمياء من جامعة أكسفورد، ودكتوراه في الفيزياء من جامعة بريستول، كما أنه كان محررًا لمجلة Nature لأكثر من 10 سنوات، يدرس مجموعة واسعة من المواضيع بما في ذلك دورة الأعمال، والمشي العشوائي، وقانون Zipf، ظاهرة العالم الصغير، والكتاب الأكثر شعبية له هو “الكتلة الحرجة: كيف تؤدي أحد الأشياء إلى الأخرى”، الحائز على جائزة Aventis لعام 2005 لكتب العلوم.
ومن أبرز مؤلفاته:
قصة الماء.
تصميم العالَم الجزيئي.
العناصر: مقدمة قصيرة جدًّا.