يعتمد المحتالون على حاجة ضحاياهُم للشعور بالتميز والتفوق
يعتمد المحتالون على حاجة ضحاياهُم للشعور بالتميز والتفوق.
في الحقيقة، أن الإدراكَ الذاتي لمعظم الناس ليس دقيقًا للغَاية، ويحرص المحتالون على الاستفادة من هذا، فعادةً ما يصبح الناس فريسة سهلة للمحتالين، عندما يركزون على صورة مثالية لما يعتقدون أنهم كذلك، ويمكن رؤيةُ مثالٍ على ذلك في حادثة عام 2012، للأستاذ الجامعي الذكي البالغ من العمر 68 عامًا، الذي صادف عارضة أزياء تشيكية رائعة عبر الإنترنت. على الرغم من أنه لم يلتقِ بها أو يتحدث إليها عبر الهاتف، فقد نجح الجمالُ الافتراضيُ في إقناع الأستاذ الجامعي بمقابلتها في بوليفيا. بالطبع، لم تسِر الأمورُ كما هو مُخطط لها.
عندما وصل الأستاذ الجامعي متحمسًا، تلقى إخطارًا يفيد بأنه عليها –أي عارضة الأزياء- أن تذهبَ إلى بروكسل لالتقاط صور على عجل، ولكن في عجلة من أمرها نَسِيَت حقيبتَها، لِذا طلبت من الأستاذ الجامعي أن يأتي بالحقيبة، ويلحقَ بها في بلجيكا.
وفي بوينس آيرس، تم القبض على الأستاذ الجامعي، بعد اكتشاف أن الحقيبة تحتوي على كيلوين جرامات من الكوكايين! كان الرجلُ مليئًا بالثقة لدرجة أنه لم يتوقف أبدًا ليتساءل: لماذا فتاةٌ في عمر 30، تقع في حبه.
أيضًا، من المعروف أنَّ المحتالين قادرون علي خداع عائلاتٍ بأكملها. ومن الأمثلة الشهيرة على ذلك، المحتال تييري تيلي، الذي خطط لسرقة جميع أفراد أسرة فرنسية أرستقراطية، مكونة من 11 شخصًا. وذلك من خلال الاستفادة باعتزاز الأسرة بتراثها النبيل. أقنعهم تيلي أن قُوَى الظلام مثل الماسونيين واليهود، كانت تنوي سرقة ثروتهُم السرية الهائلة.
لذا اقترح حلًا: من أجل البقاء بأمان، يجبُ على العائلة أن تَكتبَ جميعَ أصولها وممتلكاتها باسمه. وهذا بالضبط ما فعلوه؛ فقد أقنع تيلي الأسرة بأنها مهمة بما يكفي لتكون مركزًا لمؤامرةٍ دَولية.
من الواضح أن المحتالين يعرفون الكثير عن علم النفس البشري، وكيفية استخدامه لمصلحتهم. ففي الخدعة التالية سنرى كيف يصبحُ هذا الفهمُ أعمق.
الفكرة من كتاب لعبة الثقة
من المحتملِ لأي شخصٍ أن يصبح ضحيةً للعبة الثقة، فكثيرٌ من الناسِ قد خُدعوا على الأرجح لمراتٍ عدةٍ في حياتهم، دون أن يلاحظوا ذلك على الإطلاق. إنَّ المحتالين بارعون في رؤيةِ الناسِ، ويجتهدون دومًا لاستكشافِ نقاط ضَعفِهِم، واستغلالها بلا هَوادة. ولسوء الحظ، فكلُ شخصٍ لديه الكثيرُ من نقاطِ الضَعف.
ولكن لحسن حظك، سوف نكشف هذه الطرق، ونعرف كيف يكتسبُ المحتالون ثقتك خطوةَ بخطوةِ؟..
هذه المعلومات ستكون في متناول يدك، بغض النظر عما إذا كنت تريد حماية نفسك من المحتالين المحترفين، أو ربما تفكر في الانضمام إلى صفوفهم.
مؤلف كتاب لعبة الثقة
ماريا كونيكوفا Maria Konnikova: كاتبة وعالمة نفسانية أمريكية روسية. لديها درجة البكالوريوس في علم النفس والكتابة الإبداعية من جامعة هارفارد وحصلت على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة كولومبيا. عملت منتجة تلفزيونية وكتبت للعديد من المجلات والمنشورات على الإنترنت، وكتبت كتابين في نيويورك تايمز الأكثر مبيعًا، وهما:
لعبة الثقة.
كتاب العقل المدبر: كيف تفكر مثل شارلوك هولمز.