ثورة أينشتاين
ثورة أينشتاين
الجاذبية هي المحرك الرئيس؛ فالأرض تدور حول الشمس بسببها، والقمر يدور حول الأرض بسببها، ولو أردت فهم الكون إجمالًا عليك بفهمها، فالجاذبية إحدى القوى الأربع الأساسية في الطبيعة، وتمثل ميلًا عامًّا لدى المادة بكل أشكالها إلى جذب كل أشكال المادة الأخرى وهي القوة المحركة في المواقف الفلكية.
في عام 1905 نشرت نظرية النسبية الخاصة لأينشتاين، التي تعد أحد أعظم الإنجازات العقلية في تاريخ الفكر الإنساني، والتي كان من أسباب تميزها تحرُّرها من مفهوم الزمن بوصفه خاصية مطلقة تسير بالمعدل عينه لكل شخص ولكل شيء، فكل قوانين الطبيعة يجب أن تكون متماثلة تمامًا في نظر كل الراصدين الذي يتحرَّكون حركة نسبية، أي إن كل من يرصد سرعة الضوء يجب أن يقيس القيمة عينها لسرعة الضوء، بغض النظر عن حالة حركته.
أنتجت هذه النظرية أشهر معادلة في الفيزياء كلها؛ الطاقة تساوي الكتلة مضروبةً في مربع سرعة الضوء، وهي تعبر عن مبدأ التكافؤ بين المادة والطاقة، الذي يقف ضمن مبادئ أخرى وراء الانفجارات الذرية والكيميائية، وكان لدى أينشتاين أفكار فطنة بشأن كيفية دمج الجاذبية بداخل نظرية النسبية، حيث يمكننا التغاضي عنها بوصفها قوة مستقلة من قوى الطبيعة، واعتبارها بدلًا من ذلك نتيجة للحركة.
افترض أينشتاين أن الكون متجانس، أي متماثل في كل مكان، ومتوحِّد الخواص، أي يبدو بالشكل نفسه من أي اتجاه، وساعدتنا نظريته على تفسير سبب وجود الثقوب السوداء، التي يتركز فيها مقدار كبير للغاية من المادة في منطقة صغيرة للغاية من المكان، وحينها يكون تأثير الجاذبية قويًّا للغاية، ويكون المكان منحنيًا للغاية، وتكون كتلة مجال الجاذبية الشديد المحيط به أكبر من كتلة الشمس بمائة مليون مرة.
كما ساعدتنا في التعرف على الثابت الكوني، والمبدأ الكوني ومفهوم انحناء المكان، وتغلبت على قصور نظرية نيوتن، وساعدت آخرين على إحداث تأثيرات هائلة أدت إلى تطوُّرات كبيرة في النظرية الكونية، غير أن آينشتاين أخطأ بافتراضه أن الكون ساكن، واصفًا هذا بأنه خطأه الفادح، الذي ظهر بسبب نشر “هابل” نتائج تدل على أن الكون يتمدَّد وليس ساكنًا.
الفكرة من كتاب علم الكونيات: مقدمة قصيرة جدًّا
يعدُّ علم الكونيات هو العلم الذي يهتم بالدراسة العلمية لكل ما في الكون كبيرًا كان أم صغيرًا، بَدءًا من المجرات والنطاق الفلكي للنجوم وصولًا إلى العالم المجهري.
في هذا الكتاب يحاول بيتر كولز التعرض لهذا العلم تاريخيًّا؛ مبينًا كيف تطوَّر، وكيف جمع بين مفاهيم متعددة على مر مسيرته، وأهم إنجازاته وتأثيرها في فهمنا للكون، وعلى ما تلاها من نظريات، وكيف مهَّدت التحسينات التكنولوجية طرقًا جديدة في الاستكشاف.
مؤلف كتاب علم الكونيات: مقدمة قصيرة جدًّا
بيتر كولز Peter Coles: أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة نوتنجهام، ولد في 4 يونيو 1963 في نيوكاسل أبون تاين في المملكة المتحدة، وشارك في تأليف كتابين دراسيين عن علم الفلك وما يربو على مائة مقال فني متخصص عن مختلِف جوانب نظرية الانفجار العظيم، حاصل على زمالة معهد الفيزياء، وهي جائزة تُمنح من معهد الفيزياء في لندن للفيزيائيين الذين يبدون مستوًى مرتفعًا جدًّا في الفيزياء ويقدمون مساهمة بارزة في هذه المهنة، وألَّف أيضًا كتابَي «أينشتاين ومولد العلم الكبير»، و«هوكينج وعقل الإله».