كيف نجيب عن تساؤلات الأطفال؟
كيف نجيب عن تساؤلات الأطفال؟
ينبغي على المربِّين استقبال تساؤلات الأطفال بصدر رحب والإجابة عنها بإجابات مناسبة مقنعة، وقد يجد المربُّون صعوبة بشأن بعض الموضوعات المحرجة أو العلمية المتعمِّقة، لذا يجب تزويد المربِّين بقواعد ينبغي اتباعها في مثل تلك المواقف، فعلى المربي أن يكون ثابتًا رزينًا وألا يُشعٍر الطفل أنه تخطى حدوده، فتساؤل الطفل يكون بهدف الاستطلاع والفَهم، لذا ينبغي استقباله بهدوء والإجابة عنه بإجابات علمية خالصة لا تمسُّ الحياء، والحذر من تجاهل الطفل مما يجعله يبحث عن مصادر أخرى قد تكون مؤذية، وإذا كان المربي لا يعرف الإجابة عن التساؤلات العلمية المتعمِّقة، فيجب عليه ألا يُشعِر الطفل بذلك، وأن يبحث مع الطفل عن الإجابة المناسبة من خلال القراءة والموسوعات العلمية والبرامج المختلفة.
وعلى المربِّي أن يفرِّق بين التساؤلات الملحَّة والعابرة، فتكرار السؤال ينمُّ عن اهتمام خاص لدى الطفل، كما ينبغي عدم الاستهانة بالأسئلة الساذجة أو الغريبة، بل محاولة الإجابة عنها بصدر رحب واهتمام، وقد يكون مغزى سؤال الطفل الأساسي هو إشباع حاجاته النفسية كالحاجة إلى تقدير الآخرين، والثقة بالنفس وتحقيق الذات والرغبة في تحقيق التوازن النفسي والطمأنينة، وينبغي أن يحرص الآباء والمربُّون على تقديم إجابات متناسقة غير متناقضة حتى لا يفقد الطفل ثقته بهم.
ويذكر الكاتب مثالًا عن الكيفية التي يمكن أن يجيب بها الآباء عن أسئلة الأطفال فيما يتعلَّق بالأمور الدينية، فيجب على الآباء والمربِّين تحرِّي الدقة وعدم التعمُّق في تفصيلات دقيقة لا يستوعبها الطفل، ومحاولة استخدام الأسلوب القصصي للإجابة عن التساؤلات، فإذا ما تطرَّق الطفل للسؤال عن الذات الإلهية فليُجِب المسؤول أن الله في السماء، ولا يمكن أن نراه أو أن نعرف شكله ولكن يمكن معرفة أسماء الله وصفاته من خلال سرد مواقف ومشاهدات توضح أثر الاسم ومعناه أو الصفة أو سرد بعض القصص كقصص الأنبياء للتوضيح كقصة سيدنا موسى (عليه السلام) للدلالة على قدرة الله، وكل ذلك بأسلوب بسيط يفهمه الطفل ويجذب انتباهه دون تحريف كما ورد في القرآن الكريم.
الفكرة من كتاب طفلك يسأل وأنت تجيب
تعدُّ كثرة تساؤلات الأطفال أكبر دليل على ذكائهم وتطور عقولهم، ويكون فضول الطفل عاليًا جدًّا في مراحله المبكرة فهو يريد أن يعرف كل شيء، وبعد أن ينمو قليلًا يبدأ في التفكير في أمور مختلفة، وتظهر الأسئلة التي لا يجد إجابة لها فيلجأ إلى أبويه للإجابة عن هذا الأسئلة، ولكن إذا تمت الإجابة عنها بطريقة خاطئة وغير مناسبة فقد يكون لها مردود سيئ، لذا يجب على الآباء أن يجيبوا عنها بحرص، ولا بدَّ من تشجيع الأطفال على التعبير عن كل ما يدور في أذهانهم.
مؤلف كتاب طفلك يسأل وأنت تجيب
ماهر إسماعيل صبري: أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة بنها، وُلِد عام 1962م بمحافظة القليوبية، وحصل على بكالوريوس العلوم والتربية شعبة الطبيعة والكيمياء عام 1984م، وحصل على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصُّص مناهج وطرق تدريس العلوم عام 1988م، تولَّى منصب مدير مشروع تطوير كليات التربية وصندوق تمويل مشروعات تطوير التعليم العالي بجمهورية مصر العربية، وتولَّى منصب خبير بمركز تطوير تدريس العلوم جامعة عين شمس، ورئيس تحرير سلسلة الكتاب الجامعي العربي عام 2006م.
من أهم كتبه:
التقويم التربوي.
العب وفكر وتعلم.
احفظ أولادك من الأخطار.
من التعليمات التعليمية إلى تكنولوجيا التعليم.