الاستجابات الخاطئة للآباء
الاستجابات الخاطئة للآباء
يعتمد الأطفال على الوالدين كمصدر للمعرفة وفَهم البيئة المحيطة، فيطرح الطفل تساؤلاته على والديه وكثيرٌ من الآباء يضيقون ذرعًا بكثرة تساؤلات أطفالهم، وخصوصًا عندما يعجزون عن تقديم إجابات مناسبة لها، وفي كثير من الأوقات تكون استجابة المربِّين على أسئلة الأطفال استجابات سلبية من قسوة وعنف، فينهرون الأطفال ويعاقبونهم ويأمرونهم بالكفِّ عن تلك التساؤلات أو يستخفُّون بتساؤلاتهم، فلا تحقِّق الأهداف المرجوَّة من النمو العقلي والنضج النفسي، وقد يرفضون الإجابة في بعض الأحيان أو يتجاهلونها ويهملونها.
وقد يلجأ بعض الآباء إلى الإجابة عن هذه التساؤلات بإجابة غير صادقة أو محرَّفة للتخلُّص من إلحاح الطفل في طرح تساؤلاته، وسرعان ما يكتشف الطفل ذلك فيفقد الثقة بمن يُقدِّم له الإجابات، فيلجأ إلى أقرانه أو أي مصدر آخر ممَّن قد يعطونه معلوماتٍ تضره نفسيًّا أو ثقافيًّا، أما إذا اقتنع الطفل بالإجابات الخاطئة ولم يكتشف خطأها فيما بعد، فذلك هو الخطر بعينه لما يترتَّب عليها من تصوُّرات خاطئة لدى الطفل عن الموضوعات والظواهر المختلفة، وهذه الاستجابات الخاطئة التي يسلكها المربُّون تؤثِّر سلبًا في حاجات الأطفال النفسية والاجتماعية والمعرفية، مما يجعلهم يحجمون عن رغبتهم في الاكتشاف وحب الاستطلاع.
وسبب تجاهل هؤلاء المربِّين لتساؤلات الأطفال هو اهتمامهم بإجابات الأطفال أكثر من الالتفات إلى الأسئلة التي يطرحها الأطفال دون تأمُّل ما تنم عليه هذه الأسئلة من عناصر فكرية وأصول عقلية، وقد يستهين المربُّون بتساؤلات الأطفال لغرابتها أو تفاهتها من وجهة نظرهم، ولكن الحقيقة أن أسئلة الأطفال تتَبَع طريقة تفكيرهم البسيط لرغبتهم في المعرفة واكتشاف العالم المحيط، وقد تتعلَّق تساؤلات الأطفال بموضوعات اجتماعية وأخلاقية ضمن إطار ثقافي لا يسمح بتناولها مما يؤدِّي إلى تجاهلها بالكلية.
وقد يطرح الأطفال تساؤلاتهم على نحو متتابع متعاقب متلاحق دون انتظار الإجابة عن كل تساؤل مما يُصَعِّب متابعة المربِّين لهذا السيل الجارف، ومهما كان السبب وراء ذلك التجاهل فلا ينبغي للمربِّين مقابلة تلك التساؤلات بالرفض أو التجاهل والإهمال، لما يترتَّب عليها من نتائج سلبية وإحباط الطفل وتثبيط همته وإخفاء مقدرته على الحوار والمناقشة، مما يؤول بالطفل إلى الاستكانة خشية التعرُّض للوم والتوبيخ.
الفكرة من كتاب طفلك يسأل وأنت تجيب
تعدُّ كثرة تساؤلات الأطفال أكبر دليل على ذكائهم وتطور عقولهم، ويكون فضول الطفل عاليًا جدًّا في مراحله المبكرة فهو يريد أن يعرف كل شيء، وبعد أن ينمو قليلًا يبدأ في التفكير في أمور مختلفة، وتظهر الأسئلة التي لا يجد إجابة لها فيلجأ إلى أبويه للإجابة عن هذا الأسئلة، ولكن إذا تمت الإجابة عنها بطريقة خاطئة وغير مناسبة فقد يكون لها مردود سيئ، لذا يجب على الآباء أن يجيبوا عنها بحرص، ولا بدَّ من تشجيع الأطفال على التعبير عن كل ما يدور في أذهانهم.
مؤلف كتاب طفلك يسأل وأنت تجيب
ماهر إسماعيل صبري: أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة بنها، وُلِد عام 1962م بمحافظة القليوبية، وحصل على بكالوريوس العلوم والتربية شعبة الطبيعة والكيمياء عام 1984م، وحصل على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصُّص مناهج وطرق تدريس العلوم عام 1988م، تولَّى منصب مدير مشروع تطوير كليات التربية وصندوق تمويل مشروعات تطوير التعليم العالي بجمهورية مصر العربية، وتولَّى منصب خبير بمركز تطوير تدريس العلوم جامعة عين شمس، ورئيس تحرير سلسلة الكتاب الجامعي العربي عام 2006م.
من أهم كتبه:
التقويم التربوي.
العب وفكر وتعلم.
احفظ أولادك من الأخطار.
من التعليمات التعليمية إلى تكنولوجيا التعليم.