تساؤلات الأطفال ومبرِّراتها
تساؤلات الأطفال ومبرِّراتها
يُقصد بتساؤلات الأطفال الاستفسارات والاستخبارات التي يطرحها الأطفال على من حولهم، بغرض الإجابة عنها والمناقشة والحوار بينهم وبين الكبار، وقد تكون هذه الأسئلة عابرة وقد تكون ملحَّة يطرحها الأطفال بصورة متكرِّرة، لذا ينبغي منحها اهتمامًا خاصًّا، لأنها تشير إلى حاجة ملحَّة لمعرفة الأسباب الكامنة وراء الأشياء التي يتساءل عنها الطفل ويودُّ فَهمها.
ويعدُّ التساؤل سمة مميَّزة لأطفال ما قبل المدرسة ومطلبًا ضروريًّا لنموِّهم العقلي وحاجة أساسية، وهي التعطُّش إلى معرفة حقيقة البيئة المحيطة بهم بكل ما تشتمل عليه من أشخاص وملابس وطعام وحيوانات تعيش بالقرب منهم ومؤثِّرات جوية وظواهر طبيعية كالبرد والحر والضوء والظلام والشمس والقمر والسحاب والمطر، ولا يقف حب الاستطلاع عند الأطفال عند حد معيَّن، بل يمتدُّ إلى أنفسهم وأجسادهم والموت والحياة وغيرها من الموضوعات، وذلك لجمع المعلومات التي تساعدهم على إيجاد نوع من التناسق في عالمهم المضطرب المتغيِّر، وإضفاء معنى على حياتهم حتى يمكنهم التفاعل معها وفهمها ويضفي على حياتهم نوعًا من النظام، فالطفل يرى نفسه ويحسُّها ويتكلَّم ويمشي ويتحرَّك ولكن لا يفهم للحياة معنى، ولماذا تضيء الشمس نهارًا ثم تختفي في المساء، ولماذا يتعاقب الليل والنهار، ولماذا ينهمر المطر، والطفل يحار عندما تختفي وجوه كان يألفها، فهو يسمع عن الموت ولكنه لا يفهم معناه، وهو أيضًا لا يعلم لماذا يولد له أخ أو أخت ينازعانه عرشه.
وقد يُكثِر الأطفال من تساؤلاتهم بدافع حبهم للاختلاط الاجتماعي ورغبتهم في اهتمام الآخرين بهم ولتأكيد ذواتهم، وقد يكون الدافع لكثرة التساؤل رغبتهم في تقليد الكبار أو التمرُّد عليهم وقد يدل على تسلُّط الطفل وعدوانيته، وأن لديه مشكلاتٍ نفسية عديدة أو مستوًى عقليًّا متدنٍيًا يحاول أن يُخفي هذا المستوى بكثرة تساؤلاته والإلحاح في طلب الإجابة عنها، وقد يكون هذا الطفل متفوقًا وموهوبًا وتنم كثرة تساؤلاته عن عدم الرضا عما حوله وتمرُّده.
وتكمن أهمية التساؤلات وضرورة الإجابة عنها في تحقيق التوازن النفسي وتنمية القدرة اللغوية لدى الطفل، وتدريب الطفل على التفكير الاستنباطي والتعرُّف على القيم الخلقية والسلوكية التي تقع داخل الإطار الثقافي والاجتماعي الذي يعيش فيه، وتُُعد عملية التساؤل من أهم الاستراتيجيات المستخدمة لتعليم الأطفال وتحقيق الاتصال السريع بينهم وبين المربِّين.
الفكرة من كتاب طفلك يسأل وأنت تجيب
تعدُّ كثرة تساؤلات الأطفال أكبر دليل على ذكائهم وتطور عقولهم، ويكون فضول الطفل عاليًا جدًّا في مراحله المبكرة فهو يريد أن يعرف كل شيء، وبعد أن ينمو قليلًا يبدأ في التفكير في أمور مختلفة، وتظهر الأسئلة التي لا يجد إجابة لها فيلجأ إلى أبويه للإجابة عن هذا الأسئلة، ولكن إذا تمت الإجابة عنها بطريقة خاطئة وغير مناسبة فقد يكون لها مردود سيئ، لذا يجب على الآباء أن يجيبوا عنها بحرص، ولا بدَّ من تشجيع الأطفال على التعبير عن كل ما يدور في أذهانهم.
مؤلف كتاب طفلك يسأل وأنت تجيب
ماهر إسماعيل صبري: أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة بنها، وُلِد عام 1962م بمحافظة القليوبية، وحصل على بكالوريوس العلوم والتربية شعبة الطبيعة والكيمياء عام 1984م، وحصل على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصُّص مناهج وطرق تدريس العلوم عام 1988م، تولَّى منصب مدير مشروع تطوير كليات التربية وصندوق تمويل مشروعات تطوير التعليم العالي بجمهورية مصر العربية، وتولَّى منصب خبير بمركز تطوير تدريس العلوم جامعة عين شمس، ورئيس تحرير سلسلة الكتاب الجامعي العربي عام 2006م.
من أهم كتبه:
التقويم التربوي.
العب وفكر وتعلم.
احفظ أولادك من الأخطار.
من التعليمات التعليمية إلى تكنولوجيا التعليم.