دور الإعلام في تدمير الأخلاق
دور الإعلام في تدمير الأخلاق
مما لا شك فيه أن الإعلام غير الهادف الذي لا يسعى إلى تعميق الإرث الإيماني والأخلاقي والثقافي للأمة -وما أكثره- يعد مشاركًا بدرجة كبيرة في الهدم والتدمير للأخلاق وتضييع الدين والانحرافات العقدية للأفراد على المدى القريب والبعيد، وسواء كان إعلامًا مرئيًّا أم مسموعًا أم مقروءًا، ولذلك عدة آثار مدمرة في الأخلاق يتمثَّل فيها ويظهر جليًّا، ومنها: تشجيع الناس على النظر إلى الحرام وترك أمر الله بغضِّ البصر، حيث اعتاد الناس مشاهدة العري في الأفلام والمسلسلات حتى نشرات الأخبار والبرامج لم تسلم، وذلك أن النظر إلى الحرام يؤدي إلى الوقوع فيه ومعظم النار من مستصغر الشرر.
كما أن وسائل الإعلام تعمل على تزيين الحرام وتجميله، فالكفر والأفكار الإلحادية فيها باتت فنًّا وإبداعًا، وأصبح العري موضة وحرية شخصية، وتساعد على تيسير الحرام والوقوع فيه عبر طرح أساليبه على الشاشات مما يساعد على إلف المعصية واعتياد رؤية الحرام وتقليد الصغار لما يرونه، مما يعمل على نشر القدوة السيئة بين الناس ممن يسمون بالنجوم، كما تعمل على إلباس الحق بالباطل وتغيير اسمه، فالخمر صارت مشروبات روحية والزنا صار علاقات عشق وغرام، والبغيُّ صارت بائعة هوى، وغير ذلك من آلاف المواد التي تُبثُّ وتحضُّ على الرذائل وغرسها في النفوس.
وتتمثَّل الخطورة على الصغار أضعاف هذا لما لديهم من حب استطلاع وتقليد ومحاكاة لما يرونه من تدخين وسرقة وعنف، بل وسلوكيات أشد خطرًا، ووحده الإعلام الفاسد كان السبب في هذا، وخطورته لا تكمن في أخلاق الأمة وعقيدتها ودينها وسلوكها فحسب، بل وفي ثقافتها وأمنها واقتصادها أيضًا، وهذا ليس على المستوى الفردي والأسري فقط، بل عواقبه تشمل الأمة كلها.
الفكرة من كتاب الفضائيات وأثرها على المجتمع
تعدُّ القنوات الفضائية سلاحًا ذا حدين، فلها دور بارز وخطير للتأثير في المجتمعات الإنسانية، ولكن الشق السلبي لها من مشكلات وأخطاء وأضرار على كل المستويات من العقدية والأخلاقية والسلوكية والاجتماعية أكبر من الجوانب الإيجابية، حيث يشمل تأثيرها كل الفئات العمرية بدايةً من الأطفال والمراهقين والشباب حتى المسنين، خصوصًا ونحن في عصر ما يسمى “العولمة”، حيث الانفتاح على العالم وسهولة الوصول إلى أي مكان أو حدث على مستوى العالم.
والناظر في معظم هذه الفضائيات يرى أنها تتسبَّب في تشكيل ثقافة المجتمع وتوجُّهاته بنسبة لا يستهان بها، وواقع معظم الفضائيات العربية اليوم هي وأخواتها من وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة مؤسف ومحزن، ولا تزال الخطوات والتوجُّهات يغلب عليها جانب اللهو والعبث بعيدًا عن واقع الأمة وحاجتها إلى من ينهض بها من كبوتها.. يسلِّط هذا الكتاب الضوء على الفضائيات وأثرها في مجتمعاتنا وأسرنا، ويعرِّفنا بمدى خطورتها إذا لم توجَّه توجيهًا يتناسب مع واقع وقيم مجتمعاتنا، وما اللازم من الخطوات الفعلية الواقعية لتصحيح الأوضاع وإصلاح الأحوال؟
مؤلف كتاب الفضائيات وأثرها على المجتمع
علي كنعان: شاعر وكاتب ومترجم سوري، عمل في الصحافة والإذاعة السورية نحو 25 سنة، محررًا ومشرفًا، وانتُدِب إلى اليابان لتدريس اللغة العربية في جامعة طوكيو، وهناك عمل ثلاث سنوات مدرسًا للأدب العربي، وهو عضو مؤسس في اتحاد الكتاب العرب بدمشق 1968، وشارك في العديد من المؤتمرات الأدبية ومهرجانات الشعر، وله عدة دواوين شعرية ومؤلَّفات أدبية، كما حصل على جائزة حامد بدرخان في دورتها الأولى.