الخبر الصادق مصدر من مصادر المعرفة في الإسلام
الخبر الصادق مصدر من مصادر المعرفة في الإسلام
يُعد “الخبر الصادق” المصدر الثالث من مصادر المعرفة في الإسلام، كما أنه من مصادر المعرفة التي انفرد بها الإسلام عن بقية المذاهب، وهو من أعم الطرق وأشملها؛ ولا يكون الخبر صادقًا إلا بعد الحِس والعقل، فالإنسان لا بد له أن يحِس ويعقل أمرًا معينًا حتى يستطيع أن يُخبر به غيره.
ومن أنواع الخبر “الوحي” الذي هو إعلام الله لنبي من أنبيائه بشرعه ودينه، فالوحي أهم أنواع الخبر في الإسلام، والمعرفة الحاصلة منه يقينية يقينًا مطلقًا لأنه جزء من عِلم الله (عزَّ وجلَّ)، فمن الأشياء الكثيرة التي يختص بها الوحي العِلم “بالغيوب المحضة”، وهي التي لا يمكن أن يصل إليها الإنسان بالحِس أو العقل كالإخبار عن نعيم الجنة وعذاب النار.
كما لم يغفل علماء الإسلام عن الجانب الصوفي، وأطلقوا عليه أسماء عديدة منها “الكشف أو الإلهام”، ولكن اشترطوا فيه شروط، وهي: ألا يخالف الإلهام كلًّا من الحِس أو العقل أو الوحي، فإن خالف واحد من الطرق الثلاثة فهو إلهام فاسد لا يصح الاعتماد عليه، كما يجب أن يكون في المباحات ومواطن الاشتباه، فلا يُعمل به إلا عند عدم توافر المصادر الرئيسة للمعرفة، كما أن العِلم الحاصل عن طريق الإلهام مقتصر على صاحبه فقط ولا يتعدَّاه إلى غيره من الناس، فمثلًا لا يحق لمن رأى رؤيا في منامه أن يقوم بإلزام غيره بها.
الفكرة من كتاب مدخل إلى نظرية المعرفة
تُعد نظرية المعرفة من أهم مباحث الفلسفة، بل هي الأساس الذي تقوم عليه الفلسفة، فكل فيلسوف وكل مذهب فلسفي لا بُد له من أصلٍ معرفي يُقيم عليه فلسفته، ونتيجة ذلك اختلف الفلاسفة تبعًا لاختلاف مصادر المعرفة لديهم وطُرق تحصيلها والوسائل الموصلة إليها، كما اختلفت نظرة كل مذهب فلسفي إلى الكون والوجود والحياة تبعًا لهذا الاختلاف في المصادر المعرفية، واتسمت جميعها بالاختزال، على عكس الإسلام الذي اتصف بالشمول وتَعدُّد مصادر المعرفة.
مؤلف كتاب مدخل إلى نظرية المعرفة
أحمد الكرساوي: كاتب وباحث في الفلسفة ونظرية المعرفة.