كتاب المبادئ الأساسية
كتاب المبادئ الأساسية
كان نيوتن يعيش في عزلة شديدة بعد وفاة والدته بسبب الحمى الخبيثة، ورحيل جون ويكنز زميله في السكن مدة عشرين سنة، فأصبح لا يخرج للتمشية أو اللعب ولا للتمرين الرياضي، فقط العمل، وتوقف عن الذَهاب إلى المحاضرة بالكلية كذلك في أثناء انتشار الطاعون، وبمرور الزمن أصبح مثالًا للأستاذ شارد الذهن، الذي لا يتناول من الطعام إلا ما يسد الرمق، ونادرًا ما كان يذهب إلى النوم قبل الثانية أو الثالثة صباحًا، ويستيقظ في الخامسة أو السادسة.
في ذلك الوقت ذهب فلكي شاب لسؤاله عن نوع المنحنى الذي ترسمه الكواكب بافتراض أن قوة التجاذب باتجاه الشمس تبادلية، وتتناسب مع مربع المسافة بينها، فأجاب نيوتن دون تردُّد: منحنى ناقص، وقال إنه قد أجرى الحسابات المتعلقة بذلك، ووعد الفلكي بأن يعيد الحسابات ويرسلها إليه، غير أنه لم يكن متأكدًا منها، فأعادها في أحد عشر شهرًا، في تسع صفحات مخطوطة بعنوان “حركة الأجرام الدوارة”.
ذهل الفلكي لدى إمساكه بالمخطوط الذي كان يمثِّل الأصول الرياضية لعلم شامل في التحريك؛ وهو دراسة العلاقة بين حركة الأجسام والقوى المؤثرة فيها، والتي لم تكن سوى بذرة لعمل آخر، حيث بدأت رحلة مدتها ثمانية عشر شهرًا لعمل آخر عنوانه “المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية”، ويشار إليه عادةً بالمبادئ الأساسية، ولم يكن كتابًا سهل القراءة في زمن نيوتن، أو في زماننا حتى، وقد وافق الفلكي على تمويل الكتاب ونشره من ماله الخاص، وعمل محررًا لنيوتن.
وتتألَّف “المبادئ الأساسية” من ثلاثة كتب؛ الأول يتناول مسائل الحركة دون احتكاك أو مقاومة، والثاني يهتم بحركة السوائل وأثر الاحتكاك في حركة الأجسام الصلبة في السوائل، وأهم هذه الكتب هو الكتاب الثالث، وهو بعنوان “نظام العالم”، ووضع فيه قوانينه الثلاثة المشهورة، وتتضح عبقريته في القانون الثالث الذي تفرَّد به حيث أوضح أن قوة الجاذبية التي تؤثِّر في الأجسام من مسافةٍ ما لم تعد شيئًا خاصًّا بالشمس والكواكب، بل تنطبق على أي جسم في الوجود مهما كان صغيرًا أو كبيرًا، وتعتمد حصرًا على نسبة المادة التي يحويها كل جسم.
الفكرة من كتاب إسحاق نيوتن والثورة العلمية
يعدُّ إسحاق نيوتن من أبرز العلماء مساهمة في الفيزياء والرياضيات عبر العصور وأحد رموز الثورة العلمية، فقد شغل نيوتن منصب رئيس الجمعية الملكية، كما كان عضوًا في البرلمان الإنجليزي، إضافةً إلى توليه رئاسة دار سك العملة الملكية.
في هذا الكتاب يتحدث جيل كريستيانسن عن نشأة نيوتن ودراسته وتجارِبه التي أجراها، ومناط عبقريته وتفوُّقه على غيره وأبحاثه وإنجازاته، والمناصب التي تقلَّدها واحترام العلماء له والمعارك التي خاضها معهم.
مؤلف كتاب إسحاق نيوتن والثورة العلمية
جيل كريستيانسن Gale E. Christianson: أستاذ بارز في كلية الفنون والعلوم، وأستاذ التاريخ في جامعة إنديانا، ورُشِّح مرتين لجائزة بوليتزر عن كتاب “إسحاق نيوتن وعصره”، وكذلك عن كتاب “حياة لورين إيزلي”، وهو مدير تحرير سلسلة أكسفورد لأعلام العلوم.