لماذا نحتاج إلى تحسين مهارتنا في الكلام؟
لماذا نحتاج إلى تحسين مهارتنا في الكلام؟
أحيانًا نجد نحنُ البشر مشكلات في التعامل مع الناس والتحدُّث معهم، وهذا باختلاف أماكننا ووظائفنا، فالطبيب مثلًا قد يجد أن حالة المريض أمامه لا تستدعي التحدُّث فيكتب له علاجه وربما لا ينظر إليه حتى خروجه، لكن المريض نفسه لا يرتاح لهذا سواء شخصية الطبيب أو كلامه النادر، وقد يؤدِّي هذا إلى أن تساوره شكوك بأن حالته سيئة، وأحيانًا نرى العكس مثلًا، ذلك الطبيب الذي يتحدث بالألفاظ العلمية الطبية، مما يتعسَّر على المريض العادي فهمه، فيخطئ في الإجابة عنه وقد يصل الأمر إلى خطأ في التشخيص.
ويقسم الكاتب مهارة الكلام إلى عدة فنون، ومن المدهش أن أول فنون الكلام هو عدم الكلام، أو بمعنى أصح فن الاستماع، وهنا نستحضر تلك المقولة التي تقول: “الأحمق الساكت يُحسَب مع الحكماء”، ونحن نعلم أن هناك أُناسًا يتصفون بالنظرة المحدودة والعقول الضيقة، فيتكلمون أكثر مما يسمعون، بل ويملكون رأيًا في كل أمر يعرفونه أو لا، ويتعصَّبون في كل جديد يُفتح أمامهم ويقلِّلون من أهميته حاملين شعار “أنا أتكلم، إذن أنا موجود”، لكن يُنظر إليهم بشعار “هو يتكلَّم، إذن أنا غير موجود”، فينفر العاقل منهم، ولا يقربهم احترامًا لوقته، لذا فالإنسان العاقل يعرف أن أول فنون الكلام يكمن في أن تستمع أكثر مما تتكلَّم، والصمت الناتج عن هذا الاستماع نوعان أولهما إيجابي، إذ يُعطي الفرصة لصاحبه للاستماع وفتح الحوار واكتساب الخبرات الجديدة، والآخر سلبي ويكون ناتجًا عن قلة الثقة بالنفس خوفًا من ردود الفعل فيلجأ صاحبه للصمت، وهذا النوع ضرره أكثر من فائدته.
الفكرة من كتاب فن الكلام وأصول الحوار الناجح
بفن الكلام وصل أناسٌ إلى حيث لا ينساهم التاريخ، فبه حكم البعض بلادًا، وبه حقَّق البعض الآخر مُبتغاهم ولو كانت مؤهلاتهم أقل من مُنافسيهم لكنهم كانوا مُؤثرين، وربما بفن الكلام خلق صاحبه أفضل العلاقات مع أحبَّته ومن حوله على الأقل، ولا تُوجد وظيفة أو شيء في الحياة إلا وللكلام وفاعليته فيها حضور كبير، فهلَّا اعتبرنا ذلك الفنّ مهارةً وجب علينا اكتسابها حتى نصل على نحو أسرع إلى ما نُريد.
مؤلف كتاب فن الكلام وأصول الحوار الناجح
إيهاب فكري: كاتب وباحث في علوم الإدارة، حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، كما حصل على الدكتوراه في استراتيجيات التسويق من الجامعة الأمريكية بلندن، وقد عمل في مجال الإدارة في كثيرٍ من الشركات العالمية، كما عُرف بإسهاماته في التدريب والمحاضرات العامة.
من أبرز مؤلفاته:
4 شارع النجاح.
أصحاب الكاريزما.
بين يدي أستاذي.