أوجه النوم
أوجه النوم
يحتاج الإنسان إلى سبع ساعات ونصف في المتوسِّط من النوم كل ليلة ليشعر بالراحة عند الاستيقاظ، وتختلف هذه المدة من شخص إلى آخر، فيوجد أصحاب النوم القصير، الذين يحتاجون إلى أقل من خمس ساعات ونصف من النوم كل ليلة، ليشعروا بالراحة، وهناك أصحاب النوم الطويل الذين يحتاجون إلى أكثر من تسع ساعات ونصف من النوم كل ليلة، وتختلف حاجة البشر إلى النوم باختلاف الخصائص الموروثة، ويتشابه أصحاب النوم الطويل في طريقة النوم البطيء الخفيف.
وعندما يُحرم الجسم من عدد ساعات النوم التي اعتادها، تبدو عليه بعض الأعراض، حيث يتثاءب وتشتد الرغبة في حكِّ العينين، وتقلُّ درجة التركيز، وعند النوم، تسترخي العضلات، وتفقد عضلات الرقبة والأجفان بعض صلابتها، ويسقط الرأس، وتنغلق العينان، وقد يرتفع صوت الشخير بسبب استرخاء لهاة الحلق والحنك، ومع ذلك تبقى قوة عضلية كافية، يستطيع المرء بها أن ينام جالسًا دون أن يسقط من الكرسي.
وخلال مرحلة الاستسلام للنوم، يضعف البصر، وهذه العلامة يفقد العديد بسببها حياتهم في أثناء قيادة السيارة، حيث تضعف القدرة على الانتباه، وهذه هي المرحلة الأولى التي تمثِّل جزءًا من النوم البطيء الخفيف، ويكون من الطبيعي أن ينام الإنسان في أقل من نصف ساعة، ويمثِّل النوم البطيء الخفيف نمط النعاس الغالب لأنه يمتد على أكثر من ثلاثة أرباع الليل بعد استلقاء المرء ويغمض عينيه، لكن يجد المرء صعوبة عند الاستيقاظ من النوم البطيء العميق، بسبب رنين الهاتف مثلًا، ويأتي النوم المفارق مباشرةً بعد النوم البطيء، ويستمر إلى نهاية الليل بنسبة عشرين بالمائة من فترة النوم الكلية، ويصاحب هذا الطور استرخاء تام للجسد، ويصبح أمام خمول عضلي، ويسقط النائم من كرسيه عندما يدخل هذا الطور، لكن اتضح أن العينين وطبلة الأذن تظل نشيطة حتى في غياب أي مؤثرات بصرية أو سمعية.
الفكرة من كتاب كيف ننام؟
ينام الجنين في الرحم، ويخرج إلى الوجود نائمًا ليظل الشهور الأولى من عمره مستسلمًا للنوم، حتى ينتظم إيقاع نومه ليلًا، وتتواصل حياة الشخص لتقلَّ ساعات نومه، فما النوم؟ هل تتوقَّف الحياة خلاله؟ أم هو مرحلة استراحة؟ وما فوائده؟ تحاول العديد من العلوم الإجابة عن تلك التساؤلات وغيرها، فيسعى هذا الكتاب هنا إلى الإجابة عن تلك الأسئلة وغيرها، كما يتطرَّق إلى مسألة الحرمان من النوم، وتأثيرها في الأنشطة الفكرية، ويحاول أن يساعد الجميع وبخاصةٍ الأدمغة الصغيرة النائمة في إدراك فائدة النوم ومتعته.
مؤلف كتاب كيف ننام؟
إيزابيل أرنوف: كاتبة وباحثة في علوم الأعصاب، حاصلة على الدكتوراه في الطب، ومن مؤلَّفاتها في سلسلة “ثمرات من دوحة المعرفة” كتاب: كيف نحلم؟
دلفين أودييت: كاتبة، وتحضر الدكتوراه في مجال علوم الأعصاب بجامعة بيبر وماري كوري بإشراف الدكتورة إيزابيل أرنولف.