نظريةُ المنظورِ وطريقةُ عرض الخَيَارات
نظريةُ المنظورِ وطريقةُ عرض الخَيَارات
تُسلطُ “نظرية المنظور” الضوءَ على الحقيقةِ المُتمثلةِ في أنه يمكننا اتخاذُ قراراتٍ مختلفةٍ، بِنَاءً على نفس الأحداث، اعتمادًا على الطريقة التي يتمُ بها عرضُ وصياغةُ الاختيارات.
على سبيلِ المثال، المستثمرُ الذي لديه خَيَاران، الأولَ هو رِبْحٌ مُحددٌ تمامًا، قدرُه 1000 دولار، و ثان هو فرصةٌ بنسبة 50٪ لرِبحٍ قدرُه 2500 دولار. سيختارُ الأول. قد يكونُ الربحُ المُحتملُ من الخَيَارِ الأخير أفضل، لكن الطريقةَ التي تم تقديمُهُ بها، ستجعلُ الربحَ المضمونَ بقيمة 1000 دولار الخَيارَ الأفضل.
ومع ذلك، لو قُدِّمَتْ نفسُ الاحتمالات بشكلٍ مُختلف، ستختلفُ النتائج. لَدى نفسَ المستثمرِ خَيَاران، الأولُ، خَسَارةٌ مُحددةٌ، قدرها 1000 دولار، مقابلَ الخَيَارِ الثاني، وهو فرصةٌ بنسبةِ 50٪ بأنه سيخسرُ بقيمةِ 2500 دولار. سيرى المستثمرُ المِثَالَ الأخيرَ كمُخاطرةٍ أكبرَ عندَ مُقارنتِهِ بالمثالِ الأول.
عمليةُ صُنعِ القرارِ وَفقًا لنظريةِ المنظور، تَتِمُ على مرحلتين: التحرير والتقييم.
تَحْدُثُ مرحلةُ التحريرِ عند صُنعِ القرارِ، وهنا سيكونُ لطريقةِ العرض تأثيرٌ كبيرٌ.
أما مرحلةُ التقييمِ، فتحدثُ عندما نختارُ الاختيارَ الأفضل الذي سيعودُ علينا بأفضلِ قيمةٍ ممكنة.
ضَعْ في اعتبارِكَ أن هذه القيمةَ يتمُ تحديدُهَا عن طريقِ الخَسَارة أو الربح، ونظامُنَا الأولُ ينطوي على نُفُورٍ قويٍ من الخسائر.
الفكرة من كتاب التفكيرُ السريع والتفكيرُ البطيء
في هذا الكتاب، يشرحُ عالِمُ النفسِ، الحائزُ على جائزةِ نوبل في الاقتصاد “دانييل كانيمان” طريقةَ عملِ عُقُولِنَا، وكيف يعملُ النظامان اللذان يوجّهانِ أفكارَنا. وَفقًا للكاتب، فإن فَهْمَ كيفيةِ عَمَلِ هاتينن الطريقتين للتفكيرِ؛ سيساعدنا في اتخاذِ القرارات الشخصيةِ والمِهْنِيّةِ الصحيحة.
مؤلف كتاب التفكيرُ السريع والتفكيرُ البطيء
حصل دانيال كانيمان على الدكتوراه، وعلى جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2002. وهو كبير الباحثين في كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية، وهو أستاذ فخري في علم النفس في جامعة برينستون، وزميل مركز العقلانية في الجامعة العبرية في القدس.