الأحوال النفسية للمرأة
الأحوال النفسية للمرأة
يصعُب فهم المرأة على من لا يفهم صفاتها النفسية المتفرِّدة بها، والأولى بفهم تلك الصفات هو الرجل، حتى يستوعبها جيدًا، وتُزال أسباب الحيرة والعجب عنده من تصرفاتها، ومن ثم يُصبح التعامل أيسر، وتمتلئ حياتهم بالمودة والحب، ومن المهم أيضًا العلم أن هذه الصفات النفسية الفطرية تتجسَّد في غالبية النساء، وليس جميعهن، وكلما استحوذت المرأة على نصيب أكبر من هذه الصفات، غلبت عليها صفات الأنوثة بصورة أعمق.
ومن أهم هذه الأحوال النفسية الخاصة بالمرأة عاطفتها الجياشة، فهي سريعة التأثر والبكاء، وتتسم بالرهافة والرقَّة، وكل ذلك يتوافق مع دورها الفطري كابنة وزوجة وأم، والذي يسلتزم قدرًا كبيرًا من التواصل العاطفي والوجداني حتى تقدر على تلبية طلبات الأب والزوج والابن، وهذه الطبيعة العاطفية ترجع إلى تراكيب جسدية، وإفرازات هرمونية، قد تتمكَّن المرأة بسببها من إخفاء مشاعرها، والتمنُّع وهي راغبة، وعلى الرغم من غموض المرأة الظاهري في الجانب النفسي، فإنها شديدة الوضوح في الجانب الجسدي، حيث التغيرات الجسدية الواضحة عند كل مرحلة عمرية، ووضوح الحمل عليها، والكثير، وكرد فعل طبيعي لكل هذا، تميل المرأة إلى التستُّر في زيها وحجابها، ويلازم هذا التستُّر صفة قد تبدو متناقضة لها ظاهريًّا، ولكنها مكملة لها واقعيًّا، وهي صفة التظاهر والتزين، ولا يتوقف التظاهر على المستوى الجسدي والمادي، وإنما يمتد ليشمل المستوى النفسي، فقد تميل إلى إظهار أفضل صورة لها في أثناء حديثها عن نفسها، والمبالغة في وصف الأحداث، وأحيانًا الكذب.
وتستطيع المرأة أن تجمع بين النقائض، فقد تجمع بين الضحك والبكاء، وبين اللذة والمعاناة، فعلى الرغم من شكواها من آلام الحمل والولادة والرضاعة والتربية، فإنها تشعر بسعادة شديدة في أثناء قيامها بهذا الدور، وقد تتضايق من الزوج، إلا أنها لا تطيق ابتعاده عنها، وأدَّت تغيُّرات المرأة الجسدية والهرمونية إلى تقلُّبات مزاجية، تتسبَّب في تغيير أحوالها ومشاعرها بطريقة سريعة جدًّا، ودون سبب واضح، ولولا ذلك لما استطاعت التنقل بين أدوارها الحيوية، كابنة وزوجة وأم، والتأقلم معها، وتتميَّز المرأة السوية بميلها نحو الرجل الأقوى والأجمل من وجهة نظرها، ولو قامت المرأة بعكس ذلك، وقبلت الأقبح والأضعف لأدَّى ذلك إلى تدهور الأجيال البشرية المتعاقبة.
الفكرة من كتاب شريك حياتي من فضلك.. افهمني
من سُنة الله في الأرض أن تُقام علاقة بين الرجل والمرأة تحت رباط زواج مُقدَّس، فكان هذا الرباط وسيلة للسكن والراحة، وسببًا للمودة، وسبيلًا لتكاثر البشر، وإعمار الأرض، وعاش الرجل والمرأة تحت سقف واحد؛ يتقاسمان الخبز والماء والفراش والغطاء، والضحك والبكاء، لكنَّ قليلًا ما يحظى أحدهما بمعرفة الآخر حق المعرفة، فيُحرم من العيش الصفِيِّ.
لذلك يوفر هذا الكتاب ما يُعين الفرد على التعرف بالآخر، وتفهُّمه من أجل حياة زوجية سعيدة، ثم يُبين إعجاز التشريع الإسلامي في تقرير حقوق الرجل والمرأة، كلٍّ على حسب أدواره ومهامه، وعلى قدر إمكاناته وقدراته، وعلى حسب طبيعته ونفسيته.
مؤلف كتاب شريك حياتي من فضلك.. افهمني
أسامة يحيى أبو سلامة: أستاذ مساعد بقسم النبات في كلية العلوم، جامعة عين شمس.
له العديد من المؤلفات منها:
شريك حياتي.. هيا نتفق.
شريك حياتي.. لننقذ علاقتنا.
لكي أكون أروع شريك حياة.
الحب بين الأفورة والواقع.
إبداع وإمتاع في فهم الرضيع.