في التفكير والحوار
في التفكير والحوار
يفكِّر الرجل بطريقة شمولية، منطقية، عقلانية، أما المرأة فتفكِّر بطريقة تفصيلية، حسِّية، عاطفية، وتضطرب المرأة كثيرًا إذا حاولت التفكير بعقلانية أكثر، وتتجاهل مشاعرها، وكذلك أيضًا يتردَّد الرجل إذا حاول التفكير بعاطفية أكثر، وينظر الرجل إلى الأشياء بصورة عمومية، في حين تهتم المرأة بالتفاصيل، فيكون لها القدرة على تسجيل الملاحظات الدقيقة، والحياة كما أرادها الله لا تعتمد على الجانب العقلي فقط، أو العاطفي فقط، ولكنها تستلزم الدمج بين الجانبين، ولذلك من الخطأ معاملة الزوج زوجته دائمًا بالمنطق والعقل، أو تجهده هي بالعتاب، لأنه لم ينتبه إلى تفاصيل تخصُّها.
ويعتبر الحوار أهم وسيلة اتصال بين الطرفين، ويختلف الرجل عن المرأة في طريقة الحوار وموضوعه وأسلوبه، فالرجل يُفضِّل أن يدرس موضوع الحوار أولًا، ويرتِّب أفكاره، ويحدِّد هدفه من هذا الحوار، ومن ثم يشرع في الكلام، أما المرأة فتبدأ في التحدث عن الأمر، حتى تستطيع التفكُّر فيه، وبالصدفة تصطدم بالفكرة، فتشرع في نقلها إلى الطرف الآخر، ومن المهم الأخذ بالاعتبار خطورة أن يتحوَّل الحوار إلى جدال، فلا يُحل أبدًا موضوع الحوار، وتصبح الحياة لا تُطاق، وفي أثناء الحوار تظهر مشاعر المرأة بصورة أكبر من الرجل، حيث يكون وجهها عبارة عن لوحة من المشاعر، أما الرجل فوجهه متجمدٌ، مُتجردٌ من المشاعر، ويرغب الرجل في الحوار أن تُسمع أفكاره، بينما المرأة تود لو تُتفهَّم مشاعرها، وعادةً تستعمل المرأة في كلامها صيغ التفضيل والمبالغة والتعميم والاستعارة، وتعتمد على نبرات الصوت لتوضيح معنى الكلام، واستخدام تعابير الوجه ولغة الجسد لتوضيح كلامها، فيُصبح حديثها غير مباشر، ولا يستطيع الرجل أبدًا أن يستنبطه.
وتَعامُل المرأة والرجل مع المشكلات مختلف، فالرجل حينما يتعرَّض لمشكلات، أو ضغوط، يميل إلى العزلة، والتفكير الفردي، وفي كثير من الأحيان ينتقل إلى نمط التفكير في اللا شيء، وهذا النمط يختص به فقط، بينما عندما تواجه المرأة مشكلة تشعر بالضيق، والحاجة إلى التحدث، والتعبير عن مشاعرها وخواطرها، وتشارك زوجها بهذه المشاعر، وسرعان ما يُحاول حل هذه المشكلات تلبيةً لفطرته، لكن تشعر المرأة هنا بأن زوجها غير مُقدِّر، وغير مُتفهِّم لمشاعرها، لذا من المهم أن يتفاعل الرجل مع مشاعر زوجته، ولا يقدم أي حلول، إلا إذا طلبت ذلك.
الفكرة من كتاب شريك حياتي من فضلك.. افهمني
من سُنة الله في الأرض أن تُقام علاقة بين الرجل والمرأة تحت رباط زواج مُقدَّس، فكان هذا الرباط وسيلة للسكن والراحة، وسببًا للمودة، وسبيلًا لتكاثر البشر، وإعمار الأرض، وعاش الرجل والمرأة تحت سقف واحد؛ يتقاسمان الخبز والماء والفراش والغطاء، والضحك والبكاء، لكنَّ قليلًا ما يحظى أحدهما بمعرفة الآخر حق المعرفة، فيُحرم من العيش الصفِيِّ.
لذلك يوفر هذا الكتاب ما يُعين الفرد على التعرف بالآخر، وتفهُّمه من أجل حياة زوجية سعيدة، ثم يُبين إعجاز التشريع الإسلامي في تقرير حقوق الرجل والمرأة، كلٍّ على حسب أدواره ومهامه، وعلى قدر إمكاناته وقدراته، وعلى حسب طبيعته ونفسيته.
مؤلف كتاب شريك حياتي من فضلك.. افهمني
أسامة يحيى أبو سلامة: أستاذ مساعد بقسم النبات في كلية العلوم، جامعة عين شمس.
له العديد من المؤلفات منها:
شريك حياتي.. هيا نتفق.
شريك حياتي.. لننقذ علاقتنا.
لكي أكون أروع شريك حياة.
الحب بين الأفورة والواقع.
إبداع وإمتاع في فهم الرضيع.