إنتاج القيمة الفائضة النسبية
إنتاج القيمة الفائضة النسبية
لطالما كان الربح هو دين الرأسماليين، لذا لم تكف محاولات الرأسماليين عن السعي لزيادة أرباحهم، وفي ظل قيود على ساعات يوم العمل اتجهت المحاولات إلى زيادة كثافة العمل، أي زيادة إنفاق قوة العمل خلال اليوم وما يصاحب ذلك من زيادة الضغوطات والتوترات، كما اتجهوا نحو تخفيض قيمة وسائل العيش حتى ينخفض حد الكفاف اللازم لبقاء العامل على قيد الحياة، وبالتالي ينخفض عدد ساعات العمل الضرورية، وبذلك يعظم الفائض الذي يحصل عليه الرأسمالي في صورة ربح، ولذلك يهتم الرأسمالي بالزيادة النسبية عن حد الكفاف عبر تقليص العمل الضروري وتمديد العمل الزائد، ويسعى في سبيل ذلك إلى السيطرة على القواعد الصناعية التي تعمل منتجاتها على تحديد قيمة وسائل العيش الضرورية لقوة العمل، ومن هنا تؤدي المنافسة دورها في زيادة المعروض وبالتالي انخفاض الأسعار.
ولذلك ليس من المستغرب أن يثور أصحاب الأعمال ضد أصحاب الأراضي عندما حاولوا رفع أسعار الحبوب الغذائية منعًا من ارتفاع قيمة الحد الأدنى للكفاف بالنسبة إلى العامل وبالتالي تقلص الفائض الذي يحصل عليه الرأسمالي في صورة ربح، كما لا ننسى أثر الوفورات الاقتصادية الناتجة عن اقتصادات الحجم الكبير بسبب زيادة مساحة التخصص وتقسيم العمل في المشاريع الجماعية عنها في المشاريع الفردية، وعلى ذلك فالرأسمالي الذي يتمكَّن من تشغيل العديد من العمالة في وقت واحد هو من يستفيد من قانون القيمة النسبية الزائدة.
وفي الاقتصادات الحديثة يبرز دور الآلات الحديثة التي أصبحت بديلًا فاعلًا عن المجهود البشري في الكثير من المؤسسات الإنتاجية وما صاحبها من تغييرات هيكلية في النظم الإنتاجية التي خفضت منحنيات التكلفة الإنتاجية على نحو كبير، وفي الوقت نفسه تسببت في انخفاض أسعار السلع التي تشترك في تكوين حد الكفاف الضروري للعامل، وعلى ذلك فالوفورات التي تنتج من تقسيم العمل واستخدام الآلة ليس للرأسمالي فيها كبير عناء، فهو يحصل عليها دون أدنى تكلفة تذكر، ومن هنا لم يكن هناك عدو للعمال أكثر من تلك الآلة التي زاحمتهم في سوق العمل وتسبَّبت في دفع الكثير منهم نحو مستنقع البطالة.
الفكرة من كتاب موجز رأس المال
لعل من الإسهامات الكبيرة التي أسهمت بها الرأسمالية هي التحول الثوري في نظرية الثروة المجتمعية، فبعدما كانت المدرسة التجارية تنظر إلى ثروة الدولة على اعتبار معيار الذهب، نجد أن الرأسمالية تقرِّر أن ثروة المجتمع إنما تقاس باعتبار معيار الإنتاج..
يعد هذا الكتاب مدخلًا لإعادة كتابة المفاهيم الاقتصادية من جديد، يسلط فيه الكاتب الضوء على مفهوم القيمة التبادلية والاستعمالية للسلع المختلفة وكيف تتحدَّد أجور العمال، بالإضافة إلى كيفية تكوين الربح الرأسمالي واستشراف المصير المتوقع للرأسمالية.
مؤلف كتاب موجز رأس المال
فريدريك إنجلز Friedrich Engels:كاتب وفيلسوف ورجل صناعة ألماني يُلقَّب بأبي النظرية الماركسية إلى جانب كارل ماركس، ولد في 28 نوفمبر 1820 في ألمانيا، وفي عام 1848م أصدر مع ماركس، بيانهما المشهور والمعروف ببيان الحزب الشيوعي الذي يسمى اختصارًا البيان الشيوعي، توفي في 5 أغسطس 1895 في لندن.
له العديد من المؤلفات منها: “مبادئ الشيوعية” و”بيان الحزب الشيوعي” بالاشتراك مع ماركس، و”ظروف الطبقة العاملة في إنجلترا”، و”مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي”.