عقلُنَا يسعى إلى اتباعِ المسارِ الأقلِ تعقيدًا
عقلُنَا يسعى إلى اتباعِ المسارِ الأقلِ تعقيدًا
عندما نواجِهُ وضعًا ما، فإن الاستجابةَ النموذجية ستتمثلُ في اختيارِ الطريقةِ الأسهل. يميلُ عقلُنا إلى اتباعِ المسار الأقلِ تعقيدًا، وسيَقبلُ التفسيرَ الأقلَ ارتباكاً.
إن التشكيكَ في شيءٍ ما أو عدمَ الإيمان به، يُعتبرُ بمثابةِ مَهَمّةٍ تتطلبُ الكثيرَ من الجهدِ لعقولنا. لذلك يميلُ النظامُ الأولُ إلى تقديمِ الموقفِ بأبسطِ طريقةٍ ممكنة.
على سبيل المثال، عندما يكونُ لديكَ احتمالان مختلفان للطريق المؤدي إلى أحد الفنادق، فإنك تختارُ غريزيًا الطريقَ الأكثرَ معرفةً بالنسبة إليك.
في هذه المواقف، يعتمدُ الأفرادُ على النظامِ الأول. يَظهرُ النظامُ الثاني فقط عندما تكونُ في موقفٍ مُربكٍ للغايةِ، أو عندما تُدرِكُ أنّ الاتجاهَ خاطئٌ. يُبطئُ هذا النظامُ العمليةَ العقليةَ، ويَحُلُّ المشكلةَ بالتفكيرِ التحليلي والمنطقِ المعقول.
نحن بحاجةٍ إلى تشجيعِ عُقولِنا للنظرِ إلى أبعدِ من التأثيراتِ والأنماط، لمراقبةِ الحقائقِ المُتاحةِ، وتَجَاهُلِ المشاعرِ والانطباعاتِ والبديهة.
الفكرة من كتاب التفكيرُ السريع والتفكيرُ البطيء
في هذا الكتاب، يشرحُ عالِمُ النفسِ، الحائزُ على جائزةِ نوبل في الاقتصاد “دانييل كانيمان” طريقةَ عملِ عُقُولِنَا، وكيف يعملُ النظامان اللذان يوجّهانِ أفكارَنا. وَفقًا للكاتب، فإن فَهْمَ كيفيةِ عَمَلِ هاتينن الطريقتين للتفكيرِ؛ سيساعدنا في اتخاذِ القرارات الشخصيةِ والمِهْنِيّةِ الصحيحة.
مؤلف كتاب التفكيرُ السريع والتفكيرُ البطيء
حصل دانيال كانيمان على الدكتوراه، وعلى جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2002. وهو كبير الباحثين في كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية، وهو أستاذ فخري في علم النفس في جامعة برينستون، وزميل مركز العقلانية في الجامعة العبرية في القدس.