معشر المربين.. لا معاناة بعد اليوم
معشر المربين.. لا معاناة بعد اليوم
استسهل الكثير من المربين ترك بعض مهام التربية للتقنية الحديثة، فهذه أم عاملة تعود للمنزل منهكة فما كان منها إلا أن تترك أبناءها أمام الأجهزة الالكترونية حتى تتمكن من إنهاء المهام المنزلية الأخرى أو حتى ترتاح قليلًا، وهذا خِيار سهل بالطبع في حين أنها لو تنبَّهت مبكرًا وحاولت المواءمة بين ظروفها الخاصة من عمل وأمومة، فإنها ستتمكَّن بالطبع من تيسير حياتها وحياة منزلها بشكل أكثر انضباطًا، ومن ذلك أن تقوم بتعويد أبنائها على تحمُّل شيء من مسؤولياتهم الخاصة أو مسؤوليات المنزل بالتدريج، فيعتمد الأطفال على أنفسهم وتعتمد هي عليهم إن احتاجت سواء فيما يتعلَّق بالمأكل أو المشرب أو الملبس، والأمر ليس بهذه السهولة بالطبع إلا أنه يحتاج إلى صبر وممارسة.
من المشكلات التي يواجهها المربُّون أيضًا في هذه المرحلة رغبتهم في تقليل استخدام وسائل التواصل، لكنهم يجهلون الكيفية وقد يقتصرون على الكم دون الكيف، أما التقليل الكمي فهو معروف بتحديد الوقت لكل شخص بحسب عمره، وأما عن الكيف فله عدة وسائل وخطوات كسنِّ القوانين المنزلية بحسب كل أسرة فيما يتعلَّق باستخدام التقنية، وأيضًا بتعزيز الرقابة الذاتية لدى الطفل فيتربَّى وهو قادر على تحصيل الخير ودفع الشر عن نفسه طلبًا لرضا الله وخوفًا من عقابه، وذلك من خلال تعليمه أسماء الله الحسنى وصفاته مثلًا مع محاولة استشعار معية الله ونظره إلينا.
وهناك مشكلة أخرى شائعة وتثير غضب العديد من النساء، ألا وهي انسحاب الطرف الآخر أو عدم اقتناعه بضرورة التقنين من استخدام الأجهزة الإلكترونية، وبالتالي قد ترتفع الوتيرة بينهما محدثةً صراعًا ليس من الجيد أن يحدث أمام الأطفال، وهنا تنصح الكاتبة النساء بعدم الوقوع في الصدام ابتداءً مع الزوج، ومحاولة إدخال البدائل بشكل تدريجي مع الدعاء والاستعانة بالله في إصلاح الزوج والأبناء.
الفكرة من كتاب طفلي والتقنية
“ولأن التقنية سلاح ذو حدين تبني وتهدم وتضر وتنفع فقد نتج عن الاستخدام الخاطئ والسلبي المتزايد للتقنية مشكلات لم نشعر بها من قبل كالمشكلات على الصعيد الديني والنفسي والاجتماعي والصحي طالت الصغار قبل الكبار!”.
للتقنية سلبياتها وإيجابياتها فيما يخص نواحي الطفل المختلفة النفسية والجسدية، وعن الإحصاءات المختلفة في هذا المجال، وعن بعض الوسائل والخطوات النافعة والمفيدة للوقاية والعلاج، تصحبنا الكاتبة في جولة وتفتح أعيننا على صحة ومستقبل أطفالنا بأسلوب سهل قريب.
مؤلف كتاب طفلي والتقنية
نورة بنت مسفر القرني، كاتبة، تخرَّجت في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، وحصلت على ماجستير في التوجيه والإرشاد التربوي من جامعة الملك عبد العزيز عام 1437، وبكالوريوس آداب وتربية تخصص جغرافيا من كلية التربية جامعة بيشة.
ومن مؤلفاتها: “الرقابة الذاتية للأطفال في عصر الأجهزة الذكية”، “أبناؤنا والتربية الجنسية”، كما شاركت في تأليف كتاب “غرس محبة الله في الطفل”.