جيد.. سيئ!
جيد.. سيئ!
لا تزال التقنية سلاحًا ذا حدين، فكما أن لها سلبيات فلها إيجابيات بالطبع، ومن ذلك بعض الألعاب التقنية التي تساعد الطفل وتشجِّعه على التفكير الاستراتيجي والنقدي والتحليل وطرح الحلول للمشكلات التي قد تواجهه، ويعد الخيال من الجوانب المهمة التي تؤثر فيها التقنية وتستحوذ عليها بشكل سيئ للغاية، حيث توفِّر للطفل الخيال جاهزًا ومن ثم تشكِّل له صورًا ذهنية وتفرضها عليه فتحبسه وتأسره في عوالم خيالية افتراضية لا وجود لها.
لكن من إيجابيات التقنية أيضًا تأثيرها في النمو اللغوي للطفل، إذ تنمو الحصيلة اللغوية للطفل تدريجيًّا شيئًا فشيئًا، ومع انتقاله من مرحلة عمرية إلى أخرى يستطيع أن يميِّز المفردات وأن يعرف الأضداد مثلًا، لذا فإن إدخال تقنية كتقنية الحاسوب مثلًا في عملية التعلم يُكسب الطفل مهارة جديدة ويزيد من إقباله على التعلم، أما عن أثرها السلبي في النظام اللغوي للطفل فهو في أن تُحصر القراءة على الحاسوب ويُصبح هو اعتماد الطفل الأول بدلًا من الكتاب، كما أنَّها لا تعزِّز النمو اللفظي لديه نظرًا إلى أنَّها موضع استقبال فقط بغير تفاعل حقيقي.
أما عن أهم المستويات المتعلقة بالطفل ألا وهو المستوى الاجتماعي فإن وجود التقنية يسهل على الطفل مشاهدة مقاطع متنوعة من مجتمعات مشابهة ومتقاربة تساعده على المشاركة مع زملائه والتعاون والمساعدة ونحو ذلك، إلا أنها على الصعيد الآخر تقلِّل من احتكاك الأطفال المباشر بمن حولهم خجلًا وانطواءً أو تزيد من تفاعلهم مع من حولهم بشكل قريب إلى العدوانية والتقليد لما تعرَّضوا له من مشاهد ومقاطع مختلفة.
الفكرة من كتاب طفلي والتقنية
“ولأن التقنية سلاح ذو حدين تبني وتهدم وتضر وتنفع فقد نتج عن الاستخدام الخاطئ والسلبي المتزايد للتقنية مشكلات لم نشعر بها من قبل كالمشكلات على الصعيد الديني والنفسي والاجتماعي والصحي طالت الصغار قبل الكبار!”.
للتقنية سلبياتها وإيجابياتها فيما يخص نواحي الطفل المختلفة النفسية والجسدية، وعن الإحصاءات المختلفة في هذا المجال، وعن بعض الوسائل والخطوات النافعة والمفيدة للوقاية والعلاج، تصحبنا الكاتبة في جولة وتفتح أعيننا على صحة ومستقبل أطفالنا بأسلوب سهل قريب.
مؤلف كتاب طفلي والتقنية
نورة بنت مسفر القرني، كاتبة، تخرَّجت في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، وحصلت على ماجستير في التوجيه والإرشاد التربوي من جامعة الملك عبد العزيز عام 1437، وبكالوريوس آداب وتربية تخصص جغرافيا من كلية التربية جامعة بيشة.
ومن مؤلفاتها: “الرقابة الذاتية للأطفال في عصر الأجهزة الذكية”، “أبناؤنا والتربية الجنسية”، كما شاركت في تأليف كتاب “غرس محبة الله في الطفل”.