التقنية مبكرًا
التقنية مبكرًا
إن قرار الإنجاب ليس قرارًا سهلًا بالطبع وخصوصًا قرار إنجاب الطفل الأول، فالخبرة في التعامل مع الأطفال لا تكاد تكون موجودة لدى الزوجين ابتداءً، أو هي خبرة يسيرة لم يتطرَّقا فيها إلى كثير من التفاصيل التي تخصُّ الطفل، وبالتالي فإن التهيئة أولًا ضرورية لكلا الأبوين لتقليل مساحة الأخطاء والمشكلات التي قد يقعان فيها، إذ إنَّ قلة أو انعدام الوعي في التعامل مع هذه الفئة يجعل كثيرًا من الأمهات الشابات اليوم يتركن أطفالهن ذوي الأشهر الستة أمام شاشات التلفاز ويضعن في أيديهم الأجهزة الإلكترونية في أثناء القيام بالتسوُّق!
لقد أوصت الأكاديمية الأمريكية بعدم تعرُّض الأطفال الأقل من عامين لأي جهاز إلكتروني، وذلك مراعاةً لاحتياجاتهم في الأعوام الأولى من تفاعل حقيقي مع من حولهم أو حتى مع الألعاب، ومن حاجتهم إلى الحركة والاكتشاف والتفاعل مع ما حولهم من خلال حواسهم الخمس كلها، فهذه المرحلة هي مرحلة حسية حركية يحاول الطفل فيها أن يكتشف حدوده وحدود والديه أيضًا في ضبط تصرُّفاته.
في أثناء حركة الطفل هنا وهناك واكتشافه للعالم الواسع من حوله تتعارض مع حركاته تلك بعض الأوامر والنواهي والحدود والأطر العامة التي يفرضها عليه والداه خوفًا وحرصًا، فيظهر منه انفعال جديد يتصدَّر الساحة، ألا وهو انفعال العناد، مما يلجئ بعض الوالدين إلى استبدال الواقع الحركي بالافتراضي تجنبًا للبكاء والتكسير وفرط الحركة! في المقابل على الوالدين أن يستوعبا أن هذا الانفعال أمر طبيعي جدًّا له وقت محدد وسيمر، وبالتالي فإنَّ حرصهما لا ينبغي أن يمنعهما من ترك مساحة واسعة من التجربة والخطأ والعبث لطفل العامين.
الفكرة من كتاب طفلي والتقنية
“ولأن التقنية سلاح ذو حدين تبني وتهدم وتضر وتنفع فقد نتج عن الاستخدام الخاطئ والسلبي المتزايد للتقنية مشكلات لم نشعر بها من قبل كالمشكلات على الصعيد الديني والنفسي والاجتماعي والصحي طالت الصغار قبل الكبار!”.
للتقنية سلبياتها وإيجابياتها فيما يخص نواحي الطفل المختلفة النفسية والجسدية، وعن الإحصاءات المختلفة في هذا المجال، وعن بعض الوسائل والخطوات النافعة والمفيدة للوقاية والعلاج، تصحبنا الكاتبة في جولة وتفتح أعيننا على صحة ومستقبل أطفالنا بأسلوب سهل قريب.
مؤلف كتاب طفلي والتقنية
نورة بنت مسفر القرني، كاتبة، تخرَّجت في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، وحصلت على ماجستير في التوجيه والإرشاد التربوي من جامعة الملك عبد العزيز عام 1437، وبكالوريوس آداب وتربية تخصص جغرافيا من كلية التربية جامعة بيشة.
ومن مؤلفاتها: “الرقابة الذاتية للأطفال في عصر الأجهزة الذكية”، “أبناؤنا والتربية الجنسية”، كما شاركت في تأليف كتاب “غرس محبة الله في الطفل”.