فن غسل الأعين
فن غسل الأعين
قليل من النساء لا يتقنَّ فن الأعين؛ فن النظرات الحاذقة، فهن يتعلَّمن ذلك الفن إما بالمشاهدة أو كونه فطريًّا منذ وجودهن في رحم أمهاتهن، فيعطي هيكتور هنا وصفة عن الفاعلية المحتملة والغرور غير المحتمل لهذا الفن، لإضافة إشراق على تلك النظرة، وتتطلَّب الوصفة غسيل العين في محلول يتكوَّن من رشَّتين من الملح في لتر من الماء المغلي، وقد يرى البعض مدى تواضع هذه الوصفة، ولن تنال ثقتهم، وهنا يكمن السبب وراء نجاح المشعوذين والمعالجين الشعبيين من خلال ابتكارهم لكلمات وتعاويذ ذات أسلوب معقَّد، وبعد غسيل العينين، تتم تلاوة هذه الصلاة عليها: “أيها القناع الحميد، أيها البكاء الذي لا اسم له، امنحني أعينًا مشرقة”، وستصبح ألوان قزحية العين أكثر وضوحًا، وسينبعث النور من بؤبؤ العينين.
أما بالنسبة إلى فن الكلمات، ففي بعض الأحيان قد تتسبَّب بعض الكلمات في الحزن لبعض الأشخاص، وقد يزداد التعب من سماعها أو التلفُّظ بها، وقد يشعر المرء أيضًا أن بعض الكلمات التي يتلفَّظ بها تبدو باهتة، وكل تلك الأمراض لن يشفيها حساء من كل كلمات الأبجدية، بل تحضير الوجبة الآتية: طبق من الاسباجبتي مطبوخة طبخًا كافيًا وخلطها مع بعض التوابل، وهي الثوم والزيت والفلفل الحار، وبشْر طبقة من جبنة البارمزان فوقها، ثم وضع كتاب مفتوح إلى يسار الطبق، وتقليبه عشوائيًّا، وأمامه كأس مملوءة بالمشروب المفضل، مع الحرص أن يكون الكتاب من الشعر، فوحدهم الشعراء يستطيعون إشباع شهوة الكلمات.
الفكرة من كتاب وصفات لنساء حزينات
للطبخ معلمات بارعات فيه، لكن يطمح الكاتب هنا في البحث عن حلول لكآبة النساء من خلال كونه حارس الوصفات التي تعطِّر الخيالات والأحلام، فيضع لكل حالة شقاء وأسى وصفة شهية تساعدها على تخطِّي ذلك.
مؤلف كتاب وصفات لنساء حزينات
هيكتور آباد Héctor Abad: ولد في ميديلين 1958، وهو روائي وكاتب مقالات وصحفي ومحرِّر كولومبي، يعد آباد أحد أكثر كتاب “ما بعد الطفرة” موهبةً في أدب أمريكا اللاتينية، ويشتهر آباد برواياته الأكثر مبيعًا.
له العديد من المؤلفات، منها: Hides it”, “Narrow”, “Dawn of a husband”, “What was present”.