كيف تصبح عبقريًّا؟
كيف تصبح عبقريًّا؟
ينظر الكثير منا إلى نجاح الآخر على أنه وُلد به ولم يبذل في سبيل الغالي والنفيس من الوقت والجهد والتعلم والمثابرة والتضحية، وتلك النظرة لا تتغيَّر عندما ننظر إلى الأشخاص العباقرة، فإننا نرسم لهم صورة ذهنية مفادها أن هؤلاء أشخاص خارقون ولدوا عباقرة هكذا ولا يمكن تحقيق ما حقَّقوه أبدًا إلا إذا كنت مبدعًا بالفطرة مثلهم، ولكن هذا الكلام عارٍ تمامًا من الصحة، بل على العكس فإن العباقرة يكونون في حالة حركة مستمرة، يقومون بالتحضير التدريجي وصقل أنفسهم واكتساب الخبرات بالتجريب والممارسة والتمرين المستمر.
لا شك أنهم يمتلكون الموهبة والتحفيز الجيني على الإبداع ولكن دون هذا التجهيز المستمر والتمرين الدائم فلن يحقِّقوا شيئًا وستدفن موهبتهم كما دفن كثير من المواهب لدى أصحابها الذين قرَّروا أنهم ليسوا أهلًا للإبداع والعبقرية، وفي أي لحظة تأتيهم استنارة مفاجئة أو لحظة تسمى لحظة استبصار، ولكن هذه اللحظة قد تأتي لشخص ما وتمر عليه مرور الكرام، ذلك لأنه لم يتوقَّعها ولم يستعد لها، لكن الشخص العبقري يستعد ويشحذ سيفه منتظرًا لحظة الإلهام، تلك اللحظة التي تتجلَّى فيها الأفكار الإبداعية لكي ينقض عليها ويسطر بحروف من نور أعمالًا إبداعية وأشياء تشير إلى عبقريته.
نعم العبقرية ليست أسطورة وهي جديرة بأن تطمح إليها، لكنها لا تأتي إلا بدفع ثمنها، إذا كانت لدينا رغبة صادقة في أن نصبح عباقرة، نستطيع أن نستمد القوة والحافز اللازمين لذلك، إذا أردت أن تحفظ موهبتك وتسطر اسمك بين عباقرة العالم عليك أن تقبل التحدي وتكون أهلًا لذلك.
الفكرة من كتاب العبقرية: مقدمة قصيرة جدًّا
نرى كثيرين من حولنا سواء في مجال الفن أو الرياضيات أو العلوم عندما يفعل شيئًا يتخطَّى حدود المعقول والمتعارف عليه في هذا الزمن وهذا المكان فننعته بالعبقري دون تفكير، لكن هل توقفنا للحظة وسألنا أنفسنا ما العبقرية وما السبب وراءها وهل هناك عوامل مؤثرة لأن تكون عبقريًّا؟
يطرح الكاتب كل هذه الأسئلة وأكثر ويحاول الإجابة عنها بالأدلة، لكي يساعد أصحاب الموهبة على تنميتها، وأن يصلوا إلى العبقرية إذا كان الوصول إليها ممكنًا.
مؤلف كتاب العبقرية: مقدمة قصيرة جدًّا
أندرو روبنسون: ممثل تلفزيوني ومسرحي وأستاذ جامعي وروائي وكاتب ومخرج.
ولد في الرابع عشر من فبراير عام ألف وتسعمائة واثنين وأربعين، في الولايات المتحدة الأمريكية في نيويورك.
ألَّفَ نحو عشرين كتابًا في شتى موضوعات الفنون والعلوم. من بينها كتاب “هل العبقرية فجائية؟”، وأيضًا له خمس سِيَر ذاتية لمبدعين استثنائيين، أبرزها: “أينشتاين: مائة عام من النسبية” و”ساتياجيت راي: العين المستبصرة”، و”توماس يونج: آخر مَن عرفوا كل شيء”.