هل هناك شخصية عبقرية؟
هل هناك شخصية عبقرية؟
والسؤال هنا يكون: هل هناك شخصية تحفِّز العبقرية؟ لكي نجيب عن هذا السؤال يجب أن نتعرف على مقاييس تحليل الشخصية المتعارف عليها، والتي من أشهرها أنموذج نيتل الذي حدَّد خمسة عوامل يتم الاعتماد عليها في اختبارات تحليل الشخصية، وهي: الانبساط والعصابية والاجتهاد والقبول والانفتاح، إذ إن ارتفاع درجة سمة الانبساط لدى فرد يدل على أنه شخص اجتماعي ونشيط، في حين أن انخفاضها يدل على أنه منعزل وهادئ، وإرتفاع درجة العصابية تدل على أن الفرد ميَّال إلى التوتر والقلق، وانخفاضها يدل على أنه ثابت انفعاليًّا، كما أن ارتفاع درجة الاجتهاد يدل على أن الفرد منظم ومتحمل للمسؤولية، في حين أن انخفاضها يجعله عفويًّا ومهملًا.
وارتفاع درجة القبول يشير إلى أن الشخص واثقٌ بالآخرين ومتعاطف، في حين أن انخفاضها يجعله غير متعاون وعدائيًّا، وأخيرًا – والمفترض أنه العامل الأكثر ارتباطًا بسمة الإبداع – فإن ارتفاع درجة الانفتاح تدل على أن الشخص مبدع وواسع الخيال وغريب الأطوار، في حين أن انخفاضها يجعله عمليًّا وتقليديًّا، وقد وجد أن درجات هذه العوامل الخمسة لدى الأفراد العاديين تظل ثابتة إذا قيست على مدى عشر سنوات أو على مدى أسبوع واحد، ولكن الأشخاص العباقرة ليس لديهم الشخصية المستقرة التي نستطيع معرفتها استنادًا إلى العوامل الخمسة السابقة، ولكن لهم شخصيات متقلبة يغيرونها للتلاؤم مع السياق المحيط.
والجواب القاطع لسؤال الشخصية العبقرية، أنه لا وجود لشيء اسمه الشخصية العبقرية، لكن جميع العباقرة المبدعين يتشاركون سمات محددة منها: شدة الحماس للعمل والعزم على النجاح في مجالها، لكن مصدر الحماس والعزيمة لا يمكن تحليله تبعًا لأنموذج العوامل الخمسة ولا لأي أنموذج آخر، فالعبقري يحتاج إلى قدر ما من الانبساط والعصابية والاجتهاد والقبول والانفتاح إلى جانب عوامل أخرى غيرها.
الفكرة من كتاب العبقرية: مقدمة قصيرة جدًّا
نرى كثيرين من حولنا سواء في مجال الفن أو الرياضيات أو العلوم عندما يفعل شيئًا يتخطَّى حدود المعقول والمتعارف عليه في هذا الزمن وهذا المكان فننعته بالعبقري دون تفكير، لكن هل توقفنا للحظة وسألنا أنفسنا ما العبقرية وما السبب وراءها وهل هناك عوامل مؤثرة لأن تكون عبقريًّا؟
يطرح الكاتب كل هذه الأسئلة وأكثر ويحاول الإجابة عنها بالأدلة، لكي يساعد أصحاب الموهبة على تنميتها، وأن يصلوا إلى العبقرية إذا كان الوصول إليها ممكنًا.
مؤلف كتاب العبقرية: مقدمة قصيرة جدًّا
أندرو روبنسون: ممثل تلفزيوني ومسرحي وأستاذ جامعي وروائي وكاتب ومخرج.
ولد في الرابع عشر من فبراير عام ألف وتسعمائة واثنين وأربعين، في الولايات المتحدة الأمريكية في نيويورك.
ألَّفَ نحو عشرين كتابًا في شتى موضوعات الفنون والعلوم. من بينها كتاب “هل العبقرية فجائية؟”، وأيضًا له خمس سِيَر ذاتية لمبدعين استثنائيين، أبرزها: “أينشتاين: مائة عام من النسبية” و”ساتياجيت راي: العين المستبصرة”، و”توماس يونج: آخر مَن عرفوا كل شيء”.