الوكيل حسبك
الوكيل حسبك
ومن منا لا يريد أن يركن إلى جانب قوي شديد يرمي عليه حموله وآماله وآلامه، ويفوِّضه تفاصيل وشؤون حياته، ويشكو إليه ضعفه وقلة حيلته وصبره؟ لهذا عرَّفنا الله سبحانه باسمه الوكيل، الوكيل الذي لا تلجأ إلى أحد إلا إليه ولا تضع ثقتك إلا به، وهل بعد ذلك من تفكير وإرهاق في التفاصيل، هل يمكن لأحد أن يفوض أحدًا تفويضًا تامًّا، وأن يثق به ثقة عمياء ثم يعود ليفكِّر أو يرهق نفسه! فكيف بمن فوَّض الوكيل سبحانه!
إن التوكل تخلٍّ عن قوة العبد وحوله وتدبيره إلى قوة الله سبحانه وحوله وتدبيره، وفرار من النفس إلى جنب الله سبحانه ليتولاها فيما أهمَّها، ثم إياك أن تظن أنه سبحانه لن يتولَّى أمرك إن أنت وكَّلته، فمن غير المعقول أن يأمرك سبحانه بالتوكُّل عليه ثم يتركك، فما بالك إن طلبت وكالته فيما يخصُّ دينك وعبادتك!
إن الوكيل هو الملك، لذا كان حقًّا عليك أن تتوكَّل عليه سبحانه، فهو مالك أمرك ومالك صحتك ومرضك، ومالك غناك وفقرك ومالك السماوات والأرض وما فيهن ومن فيهن، فهو وكيلك سبحانه دون أن تطلب ودون أن تبذل مجهودًا في التوكُّل عليه، فتوكَّل طواعيةً تعش سعيدًا مستنيرًا بأنوار الوكالة الربانية، وكن كالطير لا تعرف وجهتها حين تغدو ولا تعرف معاشها ورزقها أين سيكون، ولا تعرف سوى الطيران فيسوقها الله إلى رزقها، فتوكَّل توكُّل الطير يرزقك الله من حيث لا تدري ولا تحتسب.
الفكرة من كتاب لأنك الله: رحلة إلى السماء السابعة
“إننا دون معرفة أسماء الله في صحراء تائهون تتبدَّد أيامنا في لهيب تلك الصحراء ودوامة القلق النفسي.. اختر الله: معرفة وإيمانًا ويقينًا وعبادة وخضوعًا ثم أنسًا وسعادة وهناء، أو اختر التيه والضياع والاختناق والشعور بالكآبة والتمزُّق النفسي!”.
هذا الكتاب يمس القلب ويعيد ترتيب أوراقك المبعثرة وينفض الغبار عن قلبك شيئًا فشيئًا حتى إنك لتتمنَّى في نهايته أن لم ينتهِ، كيف لا وهو يتحدَّث عن أسماء الله سبحانه!
مؤلف كتاب لأنك الله: رحلة إلى السماء السابعة
علي بن يحيى بن جابر الفيفي: كاتب سعودي، ومحاضر بقسم الشريعة واللغة العربية في كلية البرامج المشتركة بالمحالة بالسعودية، حصل على بكالوريوس في تخصُّص الدعوة، ونال درجة الماجستير في تخصُّص الدعوة والاحتساب.
له العديد المؤلفات والأبحاث العلمية، ومن أبرز مؤلفاته:
“الرجل النبيل”، و”سوار أمي”، و”حلية الوقار لجليل عطرة الأدب”، و”يوسفيات”.