هالة من الحفظ
هالة من الحفظ
نتلحَّف بالنِّعم ونحن لا ندري ونتمتَّع بها وكأنها دائمة ولا نحمل هم تلفها أو ذهابها، فحياتنا مستقرة وأموالنا تُيَسَّر يومًا وتُعسَّر يومًا، وأبناؤنا بصحة وعافية، فمن يحفظ ذلك كله ومن يتولاه ويصونه! إنه الله (سبحانه جل شأنه)، وهو الذي علمنا أن من أسمائه الحسنى: الحفيظ، فهو سبحانه الحفيظ لحياتنا والحفيظ لصحتنا والحفيظ لأموالنا والحفيظ لكل شيء في هذه الحياة صغيرًا كان أم كبيرًا أدركناه أم لم ندركه.
الحفيظ يحفظ عليك أعز ما تملك، يحفظ عليك دينك، فكم من ضال هداه الله بلا سبب وكم من مهتدٍ ضلَّ بعد أن أوتي كل أسباب الهداية! الحفيظ يحفظ عباده في جو السماء ويحفظهم في ظلمات البحر، ويحفظهم في أحلك الظروف والمصائب، يحفظهم حتى وإن أيقنوا الهلاك ويحفظهم بالملائكة ويحفظهم بالأذكار والأدعية، ويحفظهم بحسن الظن به سبحانه.
الحفيظ يحفظك ويحفظ ما عداك من خلق وأنعام ودواب بما أتاها من أسباب تحفظ بها حياتها وسبل معيشتها وتستقوي بها على رزقها، الحفيظ يحفظ رجلين أعزلين في غار مظلم يوشك بطش العدو أن يفتك بهما، فيحفظهما الله ويدخلهما في معيَّته ورحمته حيث كانا اثنين وكان الله ثالثهما! وهل ينتهي كرم الحفيظ عند الحفظ فقط؟! كلَّا والله، بل يحفظ ويجود بفضله، فهذا يونس نبي الله ترك قومه وذهب مُغاضِبًا فابتلعه الحوت ليُقاسي ظلماتٍ بعضها فوق بعض: ظلمات الليل وبطن الحوت والوحدة، فهل تركه الحفيظ؟! أجرى على لسانه كلمات الفرج ثم نجَّاه وأكرمه وعافاه، فالحفيظ يحفظك وأنت تقرأ هذه الأسطر!
الفكرة من كتاب لأنك الله: رحلة إلى السماء السابعة
“إننا دون معرفة أسماء الله في صحراء تائهون تتبدَّد أيامنا في لهيب تلك الصحراء ودوامة القلق النفسي.. اختر الله: معرفة وإيمانًا ويقينًا وعبادة وخضوعًا ثم أنسًا وسعادة وهناء، أو اختر التيه والضياع والاختناق والشعور بالكآبة والتمزُّق النفسي!”.
هذا الكتاب يمس القلب ويعيد ترتيب أوراقك المبعثرة وينفض الغبار عن قلبك شيئًا فشيئًا حتى إنك لتتمنَّى في نهايته أن لم ينتهِ، كيف لا وهو يتحدَّث عن أسماء الله سبحانه!
مؤلف كتاب لأنك الله: رحلة إلى السماء السابعة
علي بن يحيى بن جابر الفيفي: كاتب سعودي، ومحاضر بقسم الشريعة واللغة العربية في كلية البرامج المشتركة بالمحالة بالسعودية، حصل على بكالوريوس في تخصُّص الدعوة، ونال درجة الماجستير في تخصُّص الدعوة والاحتساب.
له العديد المؤلفات والأبحاث العلمية، ومن أبرز مؤلفاته:
“الرجل النبيل”، و”سوار أمي”، و”حلية الوقار لجليل عطرة الأدب”، و”يوسفيات”.