العلم والقدرة
العلم والقدرة
علم الله شامل لكل الموجودات بحيث لا يغيب عنه شيء، وقدرته شملت كل مقدور فلا يعجزه شيء قال تعالى على لسان لقمان: ﴿يا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾، والفلسفة الإلحادية تقول “لا يليق بالمثقف إلا أن يكون معارضًا” ومعارضة الإيمان طريق الهلاك؛ فالعبادة من وجهة نظر العقيدة الإسلامية هي طريق التحرُّر من كل رق، ورفض عبادة الله هي شارة التكبر وسنة الله الكونية أن الكبرياء رداؤه وحده ومن تكبَّر في السماوات طُرِد منها، قال تعالى: ﴿قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾، ومن تكبَّر في الأرض ناله سخط الله.
وقد أرسل الله إلى البشر الرسل برسالاته ليقيم علينا الحجة بهم، وأيَّدهم بنصره ووحيه وعلمه، فأخبر نبيه ﷺ بما كان غيبًا في زمانه فقال في كتابه عن أطوار خلق الإنسان: ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾، وذكر ذلك الرسول ﷺ في حديثه فقال: “إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمِّه أربعين يومًا نطفةً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يُرسل إليه الملك فيُنفخ فيه الروح، ويُؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد”.
ولا يمكن تفسير معرفة الرسول ﷺ هذه المعرفة الدقيقة بأطوار الخلق ومراحله في ضوء الفلسفة الإلحادية لغياب الوسائل المعرفية والبحثية في ذلك الزمان، ولكن يمكن تفسير تلك المعرفة في ضوء الفلسفة الإسلامية بأنها وحي الله لرسوله ﷺ وتعليمه من علمه الذي وسع كل شيء.
الفكرة من كتاب لا أعلم هويتي: حوار بين متشكك ومتيقن
يمثل هذا الكتاب حوارًا حقيقيًّا بدأ بسائلٍ ملحدٍ يقول: “أحسُّ بوجود خالقٍ في نفسي، ولكنني ما زلتُ غير مقتنع”، وانتهى به وهو يقول “بحقِّ من رفع السماء بغير عمدٍ، إن حلاوة الإيمان ما بعدها حلاوة، آهٍ على تلك السنوات التي مرت من عمري وأنا بعيدٌ عن طريقكم، قد يسألني البعض عن عمري، لوددت القول إنني بهذا اليوم بلغتُ عامي الأول، عامي الأول بالإسلام، وعامي بالإيمان، وعامي بالراحة النفسية، وعامي بالسعادة التي تغمر قلبي”.. وما بين تلك البداية وهذه النتيجة يعرض الكاتب حقائق العقيدة الإسلامية الصحيحة وحقيقة التوحيد؛ جوهر الرسالة التي أُرسل بها جميع الرسل والأنبياء، وختام تلك الرسالات هو الإسلام الدين الحق الأوحد الذي يرتضيه لعباده أن يحيوا به ويُبعثوا عليه.
مؤلف كتاب لا أعلم هويتي: حوار بين متشكك ومتيقن
حسام الدين حامد: كاتب وطبيب مصري، تخرج في كلية الطب جامعة المنصورة عام 2007م، حصل على درجة الدكتوراه في الجراحة عام 2017م.
شارك في العديد من الأبحاث العلمية، ومنها: “استئصال رأس البنكرياس والاثنى عشر بالتنظير الجراحي لأورام البنكرياس والاثنى عشر: هل ينبغي أن تكون هي الأساس؟”، و”النزيف الشديد بعد عملية تحويل المسار المصغَّر بالمنظار الجراحي: دور التدخُّل المشترك بين التنظير الجراحي ومنظار المعدة”.
من أهم مؤلفاته:
الإلحاد وثوقية التوهُّم وخواء العدم.
خطة معرفية للعمل في ملف الإلحاد.
الخطوات الأولى في مجال البحوث الطبية.