الرسول والرسالة
الرسول والرسالة
يحتاج المرء أن يعرف هويَّته، وإلى أي مبادئ ينتمي، وإلى أي قوانين يحتكم، ولن تقرَّ النفس إلا بوصولها إلى الحق الذي ترتضيه خالصًا من الهوى، والفطرة الصحيحة تأبى أن ترى بديع المخلوقات والكون من حولها ولا تقرُّ بأن ثمة خالقًا أبدع صنعه ونظم هذا الكون، والمنكر لوجود الله كمن ينكر فضل والديه عليه في الصغر من تربية ورعاية وإنفاق ظنًّا منه أن البر بهما والاعتراف بفضليهما ينافي الاعتداد بالنفس.
والآيات الدالة على وجود الله سواء العقلية أم الفطرية كثيرة لمن يعي ويعقل، وإذا كان الرسول ﷺ من هؤلاء الدجالين الذين لا يخلو منهم زمان من مدَّعي النبوة -وحاشاه أن يكون كذلك- لكان أحرى به أن يقتنص فرصة كسوف الشمس عند موت ولده إبراهيم للترويج لنفسه، ولكنه ﷺ بيَّن للناس أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لعباده ولا يخسفان لموت أو حياة أحد من خلقه.
وفي ضوء الفلسفة الإلحادية لا يمكن تفسير هذا الموقف، ولكن في ضوء الفلسفة الإسلامية يمكن تفسيره بالميثاق الأخلاقي الذي يعقده المرء بينه وبين ربه واستحضار مراقبة الله له والخوف من عاقبة عمله في الآخرة، وإن رجلًا لم يكذب على الله في مسألة كهذه فأجدر به ألا يكذب عليه في أنه رسول من عنده وهو الصادق الأمين، فلم يسكت ﷺ ليفهم الناس أن الشمس انكسفت من أجل ولده، ولم يقعد عن العبادة ولكن قام لصلاة الكسوف، ولم يكن ليزيد من العبادات والتكاليف عليه، ولم يكن ليمنع أصحابه من المبالغة في الحزن، وهذا كله لا يمكن تفسيره إلا في ضوء قوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى﴾ِ.
الفكرة من كتاب لا أعلم هويتي: حوار بين متشكك ومتيقن
يمثل هذا الكتاب حوارًا حقيقيًّا بدأ بسائلٍ ملحدٍ يقول: “أحسُّ بوجود خالقٍ في نفسي، ولكنني ما زلتُ غير مقتنع”، وانتهى به وهو يقول “بحقِّ من رفع السماء بغير عمدٍ، إن حلاوة الإيمان ما بعدها حلاوة، آهٍ على تلك السنوات التي مرت من عمري وأنا بعيدٌ عن طريقكم، قد يسألني البعض عن عمري، لوددت القول إنني بهذا اليوم بلغتُ عامي الأول، عامي الأول بالإسلام، وعامي بالإيمان، وعامي بالراحة النفسية، وعامي بالسعادة التي تغمر قلبي”.. وما بين تلك البداية وهذه النتيجة يعرض الكاتب حقائق العقيدة الإسلامية الصحيحة وحقيقة التوحيد؛ جوهر الرسالة التي أُرسل بها جميع الرسل والأنبياء، وختام تلك الرسالات هو الإسلام الدين الحق الأوحد الذي يرتضيه لعباده أن يحيوا به ويُبعثوا عليه.
مؤلف كتاب لا أعلم هويتي: حوار بين متشكك ومتيقن
حسام الدين حامد: كاتب وطبيب مصري، تخرج في كلية الطب جامعة المنصورة عام 2007م، حصل على درجة الدكتوراه في الجراحة عام 2017م.
شارك في العديد من الأبحاث العلمية، ومنها: “استئصال رأس البنكرياس والاثنى عشر بالتنظير الجراحي لأورام البنكرياس والاثنى عشر: هل ينبغي أن تكون هي الأساس؟”، و”النزيف الشديد بعد عملية تحويل المسار المصغَّر بالمنظار الجراحي: دور التدخُّل المشترك بين التنظير الجراحي ومنظار المعدة”.
من أهم مؤلفاته:
الإلحاد وثوقية التوهُّم وخواء العدم.
خطة معرفية للعمل في ملف الإلحاد.
الخطوات الأولى في مجال البحوث الطبية.