غاندي والطعام
غاندي والطعام
يعتبر غاندي الصيام ضرورة كاختيار الطعام، فالحواس عمومًا من القوى التي لا يمكن ضبطها إلا عند فيضانها من إحدى الجهات، لذلك فالصيام مجدٍ في بعض الأوقات، لكنه لا يجدي مع بعض الناس لأنهم يفترضون أن الصيام يمنحهم الحصانة ويستغلونه فقط للتفكير في الذي سوف يأكلونه ويشربونه عند انقضاء الصيام، وأن هذا الصيام لا يساعد على ضبط حاسة الذوق ولا الشهوة الجنسية، لكن يكون الصيام مسعفًا عندما يتعاون العقل مع الجسد الجائع.
ويستغرب الكاتب من العرب في رمضان وقد ازدادت شهوتهم للأكل وزادت الأوزان وزادت شهواتهم الأخرى، وأصبح رمضان شهر المعاكسات، فالصيام أصبح آليًّا؛ تقاليد وعادات دون روح، فالصيام الذي يتحدث عنه النبي محمد ﷺ هو صيام عميق، تصوم فيه كل ذرات الجسد، وحتى الأفكار تصوم فيه عن الخوض في المحرمات، ولكنَّ صيام اليوم صيام خالٍ من أهداف الصيام.
وعلى المرء مهما تكاثرت عليه الأعمال أن يجد الوقت لممارسة الرياضة كما يجد وقتًا لتناول الطعام، فتزداد قدرته الإنتاجية، حيث تفرغ الطاقات السلبية، وينشط الجسد وفي نفس الوقت يضمن جسمًا صحيًّا عند الكبر، وسبحان الله كان مبدأ الحبيب أن العقل السليم في الجسم السليم.
الفكرة من كتاب رحلتي مع غاندي
كل إنسان منَّا لديه عيوب، ولكن الفارق بين شخص وآخر هو الحرص على تقليص هذه العيوب في أثناء رحلة الدنيا، مع اليقين بأن الكمال لله، وأن الهدف ليس الوصول إلى الكمال، بل الهدف هو السعي المستمر للوصول إلى أقرب درجة منه.
فالجميع في النهاية لديهم نفس الهموم والضعف البشري، ومن هؤلاء البشر كان غاندي؛ رجل قضى عمره في البحث عن الحقيقة ومحاولة الوصول إلى السلام الداخلي، ومقاربة مبادئه وأهدافه بتعاليم رسول الله ﷺ التي يتبعها المسلمون، واتبعها غاندي ولم يكن مسلمًا.
يتضمن الكتاب خواطر من جوانب حياة غاندي الإنسان وليس السياسي، ورحلته في البحث عن الحقيقة وتقويم نفسه ومعالجة ضعفه الإنساني.
مؤلف كتاب رحلتي مع غاندي
أحمد مازن الشقيري: إعلامي وكاتب سعودي، بدأ بتقديم برامج فكرية كالسلسلة التليفزيونية “خواطر”، وهو منتج تليفزيوني، وكان ممن شاركوا في الدفاع عن النبي محمد ﷺ بنشره فيديو على الإنترنت باللغة الإنجليزية ردًّا على الفيلم المسيء إليه، ولديه العديد من الكتب منها: يلا شباب، ورحلة مع حمزة يوسف، وولو كان بيننا.