غاندي والجنس
غاندي والجنس
يجب على الآباء لكي ينشئوا أولادهم صالحين، أن يتزودا بالمعرفة الكافية في مجال التربية والعناية، فزعمٌ أن الطفل يتعلم في سنواته الخمس الأولى ما يحتاج إلى تعلمه في سنواته الأخيرة، لكن الأصح أن تربية الطفل تبدأ بالحمل، فيتأثر الطفل بحالة الأبوين الجسدية والذهنية في أثناء الحمل، ثم يواصل الجنين في أثناء فترة الحمل التأثر بطباع الأم ورغباتها ومزاجها، ويتأثر أيضًا بطرائقها في العيش، وبعد الولادة يقلد الطفل أبويه، وبعد قليل يعتمد عليهما في نموه، والوالدان المدركان لكل هذا لا يمارسان الجنس إشباعًا لشهوتهما، ولكن حين يرغبان في الذرية فقط، فالعالم يعتمد في وجوده على العمل التناسلي، والعالم ملعب الله وانعكاس لمجده، ولذلك يجب ضبط العمل التناسلي لنمو العالم على نحو منظم، وجدير بالجميع التحكم في شهوته بعد كل هذا، والتسلح بالمعرفة لسلامة النسل.
ولغاندي نظرته السلبية إلى الجنس وتعلُّق الرجل به، حيث يرى أن الجنس من الأمور التى ينبغي أن تنقطع من حياة الرجل إذا أراد أن يصبح روحانيًّا، حيث توقف غاندي عن معاشرة زوجته في محاولة لتطبيق هذا المبدأ.
ولكن دين الإسلام دين وسطي ولا يتعارض مع الفطرة، بل يوجه هذه الفطرة إلى الحلال، وهذا من عظمة الإسلام، تكون الروحانية فيه في أي عمل يرضي الله، فالأعمال نفسها يختلف أثرها باختلاف النية، فيمارس الشاب الجنس في الحرام فتهبط روحانيته إلى قاع البئر، ويمارس الشاب الجنس في الحلال، فترتفع روحانيته إلى عنان السماء.
الفكرة من كتاب رحلتي مع غاندي
كل إنسان منَّا لديه عيوب، ولكن الفارق بين شخص وآخر هو الحرص على تقليص هذه العيوب في أثناء رحلة الدنيا، مع اليقين بأن الكمال لله، وأن الهدف ليس الوصول إلى الكمال، بل الهدف هو السعي المستمر للوصول إلى أقرب درجة منه.
فالجميع في النهاية لديهم نفس الهموم والضعف البشري، ومن هؤلاء البشر كان غاندي؛ رجل قضى عمره في البحث عن الحقيقة ومحاولة الوصول إلى السلام الداخلي، ومقاربة مبادئه وأهدافه بتعاليم رسول الله ﷺ التي يتبعها المسلمون، واتبعها غاندي ولم يكن مسلمًا.
يتضمن الكتاب خواطر من جوانب حياة غاندي الإنسان وليس السياسي، ورحلته في البحث عن الحقيقة وتقويم نفسه ومعالجة ضعفه الإنساني.
مؤلف كتاب رحلتي مع غاندي
أحمد مازن الشقيري: إعلامي وكاتب سعودي، بدأ بتقديم برامج فكرية كالسلسلة التليفزيونية “خواطر”، وهو منتج تليفزيوني، وكان ممن شاركوا في الدفاع عن النبي محمد ﷺ بنشره فيديو على الإنترنت باللغة الإنجليزية ردًّا على الفيلم المسيء إليه، ولديه العديد من الكتب منها: يلا شباب، ورحلة مع حمزة يوسف، وولو كان بيننا.