زيادة معدلات الرفاهية
زيادة معدلات الرفاهية
الاقتصاد لا يعرف المشاعر، فهو يدرس ما هو كائن وليس ما يجب عليه أن يكون، ففي الاقتصاد تتساوى النقود التي تُدفع لإطعام طفل جائع مع نظيرتها التي تُدفع من أجل شرب كوب آخر من النبيذ، ومع ذلك تعدُّ من أهم أهداف السياسة الاقتصادية لأي دولة هي زيادة معدلات الرفاهية، وينسحب ذلك بصورة أو بأخرى على إقرار قانون الحد الأدنى للأجور وتثبيت أسعار بعض السلع الضرورية.
أما زيادة معدلات الأجور عبر تحديد حد أدنى فوق المستوى التوازني للأجور السائدة فهذا يؤدي بدوره إلى خفض طلب أصحاب الأعمال على العمالة نظرًا إلى ارتفاع أجر العمالة، ما يدفع ببعض المنتجين إلى الاستغناء عن بعض العمالة القائمة كنوع من تقليل التكلفة، وقد يلجؤون إلى حيلة ما لتحميل المستهلكين جزءًا من التكلفة الجديدة عبر رفع أسعار السلع والخدمات، وبهذا نجد قانون الحد الأدنى للأجور قد أسهم بدوره في زيادة معدلات البطالة وزيادة الأسعار، وهي تلك الأهداف التي كانت ترغب الدولة في محاربتها!
من ناحية أخرى نلاحظ تثبيت أسعار السلع الضرورية عبر فرض سعر أقل من السعر التوازني الناتج عن تلاقي العرض والطلب بدعوى إتاحة السلع للجميع، فمع بعض التحليل نجد أن الأمر يسير على خلاف ذلك، حيث تؤدي تلك الأسعار إلى زيادة الطلب من جانب المستهلكين، إذ إن السلعة الآن أصبحت أرخص من ذي قبل، كما تتسبَّب في خفض المعروض حيث تنتهى السلع من رفوف المحلات بالإضافة إلى أنه نظرًا إلى تقلُّص الهوامش الربحية جراء خفض الأسعار قد تدفع بعض المنتجين للخروج من السوق إلى إنتاج سلع أخرى بحثًا عن الربح، ومن هنا نجد أن السلعة أصبحت شحيحة في السوق على عكس ما أرادت الحكومة.
الفكرة من كتاب الاقتصاد في درس واحد
دائمًا ما يُقال إنه إذا اجتمع اثنان من الاقتصاديين فسيكون هناك ما لا يقل عن ثلاثة آراء! فهذه هي الطبيعة الجدلية لعلم الاقتصاد، ذاك العلم العجيب الذي يجمع بين طياته صرامة الرياضيات وواقعية علم النفس.
يعرض هذا الكتاب بصورة رائعة المفاهيم الاقتصادية بأسلوب جذاب وممتع، كما يتناول أهم المغالطات الاقتصادية بالشرح والتفنيد، لذلك فهو بداية مهمة لكل مبتدئ في دراسة الاقتصاد للإلمام بالحقائق الاقتصادية الأساسية في وقت قصير.
مؤلف كتاب الاقتصاد في درس واحد
هنري هازليت Henry Hazlitt: فيلسوف ليبرتاري (مؤيد للحرية) واقتصادي وصحفي أمريكي، ولد في 28 نوفمبر 1894 في فيلادلفيا بأمريكا، وعمل في وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز ونيوزويك، وعدد آخر من الصحف والمجلات، كما عمل نائبًا للرئيس المؤسس لمؤسسة التعليم الاقتصادي، توفي هازليت عن عمر يناهز الـ98 عامًا في فيرفيلد، بولاية كونيتيكت.
ألف عددًا كبيرًا من الكتب، أشهرها كتابا “الاقتصاد في درس واحد”، و”التفكير كعلم”.