عادات الحب الأسرية
عادات الحب الأسرية
لكل قوم عاداتهم وأكثر ما يُحفر بالذاكرة هي العادات التي تتطبَّع بطبع الأشخاص وتتشابك بينهم، فلكل أسرة أيضًا عادات الحُب الأسرية الخاصة بها لأنها تُنشئ المحبة والصلة الوثيقة بين أفرادها، ومنها عبادة الصلاة، ولأن المصلين يجتمعون حولها في المسجد خمس مرات يوميًّا، وقد آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) نفسه بين المهاجرين والأنصار بعد الهجرة وبنى المسجد ليدعم هذا الإخاء، فقال (صلى الله عليه وسلم): “إن للمساجد أوتادًا هم أوتادها، لهم جلساء من الملائكة، فإن غابوا سألوا عنهم، وإن كانوا مرضى عادوهم، وإن كانوا في حاجة أعانوهم”.
فإن تكرار العادات معًا في وقت محدَّد يزيد من الترابط مثل الالتزام بوجبات الطعام معًا بموعد محدَّد، وعلى مائدة واحدة ويتخلَّلها مزاح ونقاش هادئ لطيف، مثل اجتماع العائلة بأول يوم رمضان، أو الاحتفال بالعيد واجتماع الأطفال حول جدَّتهم كل ليلة لسماع الحكاوى والقصص أو إجازة صيفية جميلة، فمثلًا ربطها حين ركوب السيارة نبدأ بقول دعاء السفر، فهي سُنَّة وعادة جميلة إيمانية، فكلَّما التحمت الأسرة حول مفهوم واحد ومحبَّة معينة ترابطت قلوب الأبناء والعائلة بأكملها، وأصبحت هذه اللحظات عادات مستمرة جميلة غرضها التواصل وحفر ذكريات جميلة، وكما قال الكاتب أيضًا: “نشاط تربوي يجمع الإخوة + في وقت ثابت + وبصورة متكررة = عادة أسرية تزيد الحب وذكريات أخوية لا تُنسى”.
فالأطفال يخزنون اللحظات السعيدة والحزينة أيضًا، فمثلًا قبل النوم لماذا لا نختم معهم اليوم بحديث ممتع حول يومهم وأجمل ما مرُّوا به اليوم، أو بوجبة عشاء وحلوى لطيفة، أو بقصة جميلة قبل النوم، ثم أذكار النوم وقُبلة حنون من الوالدين، فالعادات الجميلة تُحفَر في ذكرياتهم وقد يتمنَّون مستقبليًّا لو أنها تعود ويفعلونها مع أبنائهم وأحفادهم.
الفكرة من كتاب علِّم ابنك كيف يكره أخاه
إن التربية علم كباقي العلوم يجب التعلُّم فيه، فتربية أبنائك واجب عليك وتعلُّمك إياها يزيد من تدارك الأخطاء الفادحة التي قد تسبِّب الأذى بأبنائك، وأكثر ما يُقابِل الآباء هو الغيرة بين الأبناء أو المشاحنات بينهم التي قد تصل بهم إلى الكره، كما حدث في قصة سيدنا يوسف (عليه السلام) من قبل، وفي كثيرٍ من البيوت يكون الوالدان هما السبب في هذا دون قصد، ولأن بيوت المسلمين أولى بتربية أبنائهم على الحب والتعاون لأن الحب في الله أقوى وأصدق وبخاصة حب الإخوة، إلا أن كثيرًا منهم يسقط في هذا أيضًا.
مؤلف كتاب علِّم ابنك كيف يكره أخاه
عبد الله محمد عبد المعطي: خبير تربوي، وله عدة مؤلفات تربوية مهمة، منها: “بالحب نربي أبناءنا”، و”أطفالنا: خطة عملية للتربية الجمالية سلوكًا وأخلاقًا”، و”حياتنا الأسرية بدون عصبية”، و”علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”.