القرآن وزيادة الإيمان
القرآن وزيادة الإيمان
الإيمان محله القلب، والقلب هو مجموع العواطف والمشاعر داخل الإنسان، وعلى قدر الإيمان فيه تكون الأعمال الصالحة التي تقوم بها الجوارح، وهذا يعني أن الإيمان مشاعر، وأن لحظات التجاوب والانفعال التي تحدث في الدعاء أو الصلاة أو قراءة القرآن تؤدي إلى زيادة الإيمان في القلوب.
فالقرآن من أهم وسائل زيادة الإيمان وذلك من خلال مواعظه التي تهيِّج المشاعر، ويحدث بذلك التجاوب بين الفكر والعاطفة، وقد تكون لحظات التجاوب قليلة في البداية، لكن بالاستمرار ستزداد بعون الله، ومن المهم استغلال هذه اللحظات عند حدوثها بإدخال أكبر قدر ممكن من نور الإيمان إلى القلب، وذلك من خلال ترديد الآية الحادثة للتأثير، وهذا ما كان يفعله الصحابة والسلف (رضوان الله عليهم).
وبترديد الآية المؤثرة تتولد الطاقة الإيجابية، ومن المهم إحسان تصريفها بالبكاء والدعاء كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ سُجَّدًا* وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً* وَيَخِرُّونَ للأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾، وشيئًا فشيئًا تسري روح القرآن في قلب صاحبه ليصبح رقيقًا يقظًا حيًّا، يدفعه لفعل كل ما يُرضي الله وترك كل ما يُبغِضه، وبهذا يقوم القرآن بأهم دور له ألا وهو قيادة الحياة إلى الله (عز وجل).
الفكرة من كتاب كيف ننتفع بالقرآن؟
ينتهي الواحد من ختم القرآن عدة مرات دون أن يجد أثرًا لهذه القراءة في أفعاله وسلوكه، ويحاول الكاتب في هذا الكتاب إعادة النظر إلى الهدف الأسمى من نزول القرآن ليحدث التغيير المنشود، ويطرح بعض الأساليب للمساعدة على حدوث هذا التغيير، وكيف يساعد القرآن في زيادة الإيمان في قلب المسلم.
مؤلف كتاب كيف ننتفع بالقرآن؟
مجدي الهلالي: كاتب وطبيب وداعية مصري، قدَّم عشرات الكتب في الدعوة والتربية الإيمانية التي تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلُّص من مثبِّطات الهمم، وله العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، عمل بالسعودية فأقام في المدينة المنورة إلى أن توفي بها سنة 2005م.
من مؤلفاته: “الإيمان أولًا فكيف نبدأ به” و”كيف نحب الله ونشتاق إليه”، و”التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم”، و”كيف نغير ما بأنفسنا” و”غربة القرآن”.