ضرورة العودة إلى القرآن
ضرورة العودة إلى القرآن
أدى التعامل الشكلي مع القرآن إلى عدم الانتفاع الحقيقي به، فتوقفت المعجزة القرآنية عن إحداث التغيير الحقيقي في النفوس، لتزداد الفجوة بين القول والفعل، والواجب والواقع، وتتغير الاهتمامات، ويزداد التعلق بالدنيا، ومن هنا يتضح أن الأوان قد آن للعودة الحقيقية إلى القرآن، لتبدأ عملية التغيير في الأنفس حتى يتحقَّق موعود الله كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
ومن يقبل على القرآن مستشعرًا أنه خطاب من الله (عز وجل) موجه إليه، يحمل في داخله مفاتيح سعادته في الدنيا والآخرة، ولا يحتاج هذا الشخص إلى وسائل تعينه على الانتفاع بالقرآن لأن هذا الشعور يجعله مهيأً تلقائيًّا للتغيير الذي يقوم به القرآن، ولكن بسبب الحاجز النفسي الناتج من أشكال التعامل الخاطئ مع القرآن منذ فترات عديدة، يحتاج الإنسان إلى وسائل بسيطة تعينه على تلقي القرآن والإقبال عليه وإحداث التغيير.
ومن أهم هذه الوسائل الانشغال بالقرآن، فيصبح محور الاهتمام، وأولى الأولويات من خلال المداومة اليومية عليه مهما تكن الظروف، فالتغيير القرآني تغيير بطيء، هادئ، متدرِّج، ولكي يحقق نتائجه لا بدَّ من استمرارية التعامل معه، وأيضًا من الضروري تهيئة الظروف المناسبة لاستقباله، كوجود مكان هادئ يكون فيه اللقاء، فالمكان الهادئ يساعد على التركيز وسرعة التجاوب، ويسمح بالتعبير عن المشاعر إذا ما استثيرت كالبكاء والدعاء، وتهيئة المشاعر من خلال الدعاء، وتذكر الموت.
الفكرة من كتاب كيف ننتفع بالقرآن؟
ينتهي الواحد من ختم القرآن عدة مرات دون أن يجد أثرًا لهذه القراءة في أفعاله وسلوكه، ويحاول الكاتب في هذا الكتاب إعادة النظر إلى الهدف الأسمى من نزول القرآن ليحدث التغيير المنشود، ويطرح بعض الأساليب للمساعدة على حدوث هذا التغيير، وكيف يساعد القرآن في زيادة الإيمان في قلب المسلم.
مؤلف كتاب كيف ننتفع بالقرآن؟
مجدي الهلالي: كاتب وطبيب وداعية مصري، قدَّم عشرات الكتب في الدعوة والتربية الإيمانية التي تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلُّص من مثبِّطات الهمم، وله العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، عمل بالسعودية فأقام في المدينة المنورة إلى أن توفي بها سنة 2005م.
من مؤلفاته: “الإيمان أولًا فكيف نبدأ به” و”كيف نحب الله ونشتاق إليه”، و”التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم”، و”كيف نغير ما بأنفسنا” و”غربة القرآن”.