التدبُّر وسيلة وليس غاية
التدبُّر وسيلة وليس غاية
تتضح في العديد من نصوص القرآن أهمية تدبُّره عند قراءته أو الاستماع له، ليصبح التدبر وسيلة للفَهم والتأثر ثم العمل، يقول تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾، وقال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾، وقال رسول الله ﷺ: “لا يفقه من يقرؤه في أقل من ثلاث”، ووجه الرسول هذا الحديث إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، لكي يلازم قراءة القرآن ويفهم معانيه.
يسعى الإنسان جاهدًا إلى فَهم المقصود من أي كلام يُطبَع عليه الغموض، فلماذا لا تُطبَّق هذه القاعدة على القرآن؟ لماذا يتم التعامل مع القرآن على أن كلامه صعب على الرغم من وضوح معاني أغلب الآيات؟ والقرآن أولى بذلك، ولم ينزل بركةً على النبي ﷺ بألفاظ خالية من المعاني، بل تكمن بركته في العمل به، واتخاذه منهجًا لإنارة الطريق، من خلال تدبر آياته وفهم معانيها.
وقال القرطبي عند تفسير قوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ أن هذه الآية دلَّت على وجوب التدبر في القرآن ليُعرف معناه، وبذلك يكون تدبر القرآن ليس غاية في حد ذاته، ولكن وسيلة لتفعيل معجزته الكبرى وتحقيقها في روح المتلقي.
الفكرة من كتاب كيف ننتفع بالقرآن؟
ينتهي الواحد من ختم القرآن عدة مرات دون أن يجد أثرًا لهذه القراءة في أفعاله وسلوكه، ويحاول الكاتب في هذا الكتاب إعادة النظر إلى الهدف الأسمى من نزول القرآن ليحدث التغيير المنشود، ويطرح بعض الأساليب للمساعدة على حدوث هذا التغيير، وكيف يساعد القرآن في زيادة الإيمان في قلب المسلم.
مؤلف كتاب كيف ننتفع بالقرآن؟
مجدي الهلالي: كاتب وطبيب وداعية مصري، قدَّم عشرات الكتب في الدعوة والتربية الإيمانية التي تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلُّص من مثبِّطات الهمم، وله العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، عمل بالسعودية فأقام في المدينة المنورة إلى أن توفي بها سنة 2005م.
من مؤلفاته: “الإيمان أولًا فكيف نبدأ به” و”كيف نحب الله ونشتاق إليه”، و”التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم”، و”كيف نغير ما بأنفسنا” و”غربة القرآن”.