المعنى هو المقصود
المعنى هو المقصود
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا؛ لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ”. ومن هذا الحديث ينطلق الناس إلى قراءة القرآن وعينهم على الثواب المترتِّب على تلاوته، بغض النظر عن أي شيء آخر، ويتضح الأمر بصورة كبيرة في شهر رمضان، فمع قدومه تزدحم المساجد بالمصلين، ويمسك كل واحد بمصحفه ويجتهد في قراءة القرآن، وختمه عدة مرات، بل وينافس غيره في ذلك، ومن الإنصاف توضيح أن هذه الظاهرة لها إيجابياتها مثل حب المسلمين لكتابهم وتعلقهم به، لكن للأسف تتجلَّى سلبياتها بصورة أكبر، حيث يصبح التركيز كله على حروف القرآن وألفاظه دون اهتمام بما تحمله هذه الألفاظ من معانٍ، تُعين الفرد على الاستقامة على أمر الله، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾.
ولو كان أمر القرآن يتعلق بالثواب المترتِّب على قراءته فقط، لكان هناك أعمال أخرى لها ثواب أكبر، كالأذكار التي وصى عليها الرسول ﷺ، ولا يُعنى بهذا التقليل من شأن قراءة القرآن، بل يعني ضرورة إعادة النظر في طريقة التعامل معه، حيث تكمن قيمته وبركته الحقيقية في معانيه، ولأن اللفظ وسيلة لإدراك المعنى كان الأمر النبوي بالإكثار من تلاوته، وتحفيز الناس على ذلك من خلال الثواب المترتِّب على قراءته، أما الاقتراب منه بهدف الثواب فقط فبالتأكيد ستكون الخسارة كبيرة، ولن يحقق القرآن حينئذٍ مقصده.
الفكرة من كتاب كيف ننتفع بالقرآن؟
ينتهي الواحد من ختم القرآن عدة مرات دون أن يجد أثرًا لهذه القراءة في أفعاله وسلوكه، ويحاول الكاتب في هذا الكتاب إعادة النظر إلى الهدف الأسمى من نزول القرآن ليحدث التغيير المنشود، ويطرح بعض الأساليب للمساعدة على حدوث هذا التغيير، وكيف يساعد القرآن في زيادة الإيمان في قلب المسلم.
مؤلف كتاب كيف ننتفع بالقرآن؟
مجدي الهلالي: كاتب وطبيب وداعية مصري، قدَّم عشرات الكتب في الدعوة والتربية الإيمانية التي تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلُّص من مثبِّطات الهمم، وله العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، عمل بالسعودية فأقام في المدينة المنورة إلى أن توفي بها سنة 2005م.
من مؤلفاته: “الإيمان أولًا فكيف نبدأ به” و”كيف نحب الله ونشتاق إليه”، و”التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم”، و”كيف نغير ما بأنفسنا” و”غربة القرآن”.