الإعاقة الحسية
الإعاقة الحسية
الإعاقة الحسية هي القصور في عمل الحواس لوظائفها بما يستوجب استخدام وسائل خاصة خارجية، وتتكوَّن الإعاقة الحسية من الإعاقة السمعية والإعاقة البصرية، والإعاقة السمعية لها نوعان أولهما الأطفال الصم وهم الذين يُولدون فاقدين لحاسة السمع، والنوع الثاني هو الأطفال ضعاف السمع.
وتُوجد بعض العوامل المُسببة للإعاقة السمعية، ففي مرحلة ما قبل الولادة تعمل الولادات المبكرة وأمراض الأم في فترة الحمل كالحصبة الألمانية والزهري والغدة النكافية والإيدز، وأيضًا تناول الأدوية غير المسموح بها على زيادة احتمالية إصابة الطفل بإعاقة سمعية، أما في مرحلة الولادة وما بعدها فتُوجد عوامل الولادة المتعثرة وقلة وصول الأكسجين إلى الجنين والالتهاب السحائي، وتُوجد عوامل أخرى وراثية كالصمم الوراثي، وخلل عظام الأذن، ومرض تريشر الذي تشير أعراضه إلى صغر حجم أذن الطفل واتساع الفم وعدم انتظام شكل الأسنان والذقن، ومرض واردنبرج بوجود خصلة شعر بيضاء في مقدمة مفرق الشعر وتلوُّن العينين بلونين مختلفين وتضخُّم الأنف وتقوُّس الشفاه.
بالطبع تحمل الإعاقة السمعية أبعادًا تربوية ونفسية على الطفل، تتمثَّل في اضطرابات النمو الانفعالي، وبطء التفاعل مع الأحداث المحيطة، والاضطرابات الشخصية كالخجل والانطواء، لذا فبعد الأسرة يأتي دور المدرسة لا سيما بعد تطوُّر تكنولوجيا السمعيات والتي تُحدِّد درجة استجابة الطفل للأصوات بدقة أكثر من الوسائل القديمة كالأديوميتر الصوتي الفردي والأديوميتر الجمعي.
كما يُنصح بضرورة وجود حجرات دراسة خاصة للأطفال المُعاقين سمعيًّا يتم اختيارها بدقَّة في مناطق هادئة لتلافي ضوضاء البيئة المحيطة وتوفير الجو الملائم لاستخدام الوسائل السمعية الخاصة، كما يكون تنظيم المقاعد والأدوات بشكل يناسب جميع الأطفال حتى يستطيعوا مشاهدة المعلم ومتابعة حركات فمه وإيماءاته التوضيحية.
الفكرة من كتاب رعاية الطفل المُعاق
كانت إرادة الله أن يكون في خلقه أناسٌ اختلفوا عن غيرهم، وهم بشرٌ يستحقون الانخراط في المجتمع دون تمييزٍ أو تقليل من شأنهم، ولم يكن الإسلام ببعيدٍ عن الاهتمام بهم، كما عرفت الحضارات قدرتهم، وفي التاريخ الإسلامي من اهتمَّ بأمرهم من الخلفاء كعمر بن عبد العزيز والوليد بن عبد الملك، لذا تعلم الأمم المتقدمة أن المُعاق ليس بنقمةٍ على المجتمع إنما هو إحدى أدوات تنميته، وفي التاريخ من تركوا بصمةً كُبرى من ذوي الهمم لا يمكن أن تُنسى.
مؤلف كتاب رعاية الطفل المُعاق
محمود عنان: كاتب مصري وأستاذ التربية الرياضية في كلية حلوان، حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في التربية.
من أهم أعماله ومؤلفاته: كتاب “أولياء الأمور والأدوار النفس اجتماعية في منظومة التدريب والمنافسات الرياضية” والكتاب الذي بين أيدينا “رعاية الطفل المُعاق”.