الإعاقة الحركية بين الأسرة والمدرسة
الإعاقة الحركية بين الأسرة والمدرسة
يجب أن يهتم الأبوان بطفلهما منذ ولادته وملاحظة تحرُّكاته وتصرفاته كسبل للاكتشاف المبكر إذا وُجدت أي إعاقة حركية للطفل، وتُوجد بعض التحركات التي يقوم بها الطفل الطبيعي في شهوره الأولى كلفِّ الرأس والعنق إلى أحد الجانبين، ورفع الرأس والذقن، والتحكُّم في وضع الرقود على الظهر (الشهر الخامس)، والجلوس مع استقامة الظهر بالسند (الشهر السادس)، والوقوف بالمساعدة، وغير ذلك من التحركات التي تُظهر أن الطفل طبيعي ولا يعني تأخرها وجود مشكلة في نموه عقليًّا لكن وجب أخذ الانتباه إليها.
أما عن معاملة المدرسة للأطفال المُعاقين حركيًّا، فيُنصح بضرورة دمجهم مع الأسوياء وعدم إبعادهم عنهم، وتوفير الأدوات والوسائل اللازمة لتسهيل تعايشهم مع الوضع كتوفير المساحات والممرَّات وإضافة التعديلات التصميمية المناسبة للمقاعد، وسيعود هذا بالنفع على الطفل المُعاق كونه سيتعلَّم التعايش مع المجتمع في الخارج فيما بعد.
وهذا لا يمنع وجود مرحلة دراسية فيها مدارس خاصة بهم تتناسب مع متطلَّباتهم وتُظهِر مواردهم الكبرى وتنمِّيها فيما يخدم المجتمع ويرفع من وضعهم النفسي بوصفهم أشخاصًا مؤثِّرين، كما أن على المدرسة إدماج الأطفال المُعاقين في الأنشطة الرياضية والترويحية قدر استطاعتهم فيما يناسبهم حتى ولو في أمور التنظيم والتنسيق وإدخال رياضات مُعدلة كالعدو بالكراسي المتحركة والكرة الطائرة من وضع الجلوس والسباحة، وغير ذلك من الرياضات.
الفكرة من كتاب رعاية الطفل المُعاق
كانت إرادة الله أن يكون في خلقه أناسٌ اختلفوا عن غيرهم، وهم بشرٌ يستحقون الانخراط في المجتمع دون تمييزٍ أو تقليل من شأنهم، ولم يكن الإسلام ببعيدٍ عن الاهتمام بهم، كما عرفت الحضارات قدرتهم، وفي التاريخ الإسلامي من اهتمَّ بأمرهم من الخلفاء كعمر بن عبد العزيز والوليد بن عبد الملك، لذا تعلم الأمم المتقدمة أن المُعاق ليس بنقمةٍ على المجتمع إنما هو إحدى أدوات تنميته، وفي التاريخ من تركوا بصمةً كُبرى من ذوي الهمم لا يمكن أن تُنسى.
مؤلف كتاب رعاية الطفل المُعاق
محمود عنان: كاتب مصري وأستاذ التربية الرياضية في كلية حلوان، حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في التربية.
من أهم أعماله ومؤلفاته: كتاب “أولياء الأمور والأدوار النفس اجتماعية في منظومة التدريب والمنافسات الرياضية” والكتاب الذي بين أيدينا “رعاية الطفل المُعاق”.