كيف نصف الإعاقة ونصنِّفها؟
كيف نصف الإعاقة ونصنِّفها؟
اتجهت منظَّمة الصحة العالمية إلى تصنيف الحالات المرضية تصنيفًا دوليًّا ودَعَت السلطات الصحية الدولية إلى الالتزام به نظرًا إلى كون المصطلحات السابقة تهتمُّ بالشكل الظاهري دون الإعاقات الحسية والنفسية، وتُوجد ثلاثة مصطلحات مهمة، وهي: الإصابة والعجز والإعاقة، وكمثال توضيحي عن تعرُّض طفل لحادث مرور نتج عنه فقد إحدى ساقيه، فالإصابة هنا ستكون فَقْد أحد أطرافه، والعجز هو ما يترتَّب على تلك الإصابة من حيث نقص القدرة على المشي على نحو طبيعي، أما الإعاقة فهي التي تنتج عن العجز من حيث عدم القدرة على ممارسة النشاط اليومي طبيعيًّا، مما قد يؤثر في الطفل نفسيًّا واحتماعيًّا.
وترتبط الإعاقة بناتج نفسي يُقسَّم إلى أسباب وأغراض ونتائج، فتكمن الأسباب في ملاحظة الطفل المعاق بأنه لا يستطيع الاعتماد على نفسه لأنه بحاجة دائمة إلى المساعدة، كما أنه لا ينجح في التكيف الاجتماعي، أما الأغراض فهي حاجة الطفل إلى التخلُّص من صدمة الإعاقة والتكيُّف معها في ظل الاضطرابات العائلية، أما النتائج فهي الإعاقة بحد ذاتها، إذ تتلخَّص في قصور التفاعل الاجتماعي للطفل المعاق وفقدان إنتاجيته.
وبالنظر إلى الأبعاد الأسرية والاجتماعية للإعاقة فتتكوَّن من ثلاث مراحل أولاها هي الصدمة حيث تُصاب الأسرة بحالة من الذعر، وقد يسبِّب ذلك ضررًا نفسيًّا للطفل وبخاصةٍ إذا نظرت إليه الأسرة باعتباره وبالًا عليها، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة تقبل الإعاقة واستسلام الأسرة لحقيقتها، والمرحلة الأخيرة هي مرحلة التكيُّف حيث تأخذ الأسرة بيد طفلها وتساعده على تنمية موارده وقدراته، وهذا من الإيمان بقضاء الله.
الفكرة من كتاب رعاية الطفل المُعاق
كانت إرادة الله أن يكون في خلقه أناسٌ اختلفوا عن غيرهم، وهم بشرٌ يستحقون الانخراط في المجتمع دون تمييزٍ أو تقليل من شأنهم، ولم يكن الإسلام ببعيدٍ عن الاهتمام بهم، كما عرفت الحضارات قدرتهم، وفي التاريخ الإسلامي من اهتمَّ بأمرهم من الخلفاء كعمر بن عبد العزيز والوليد بن عبد الملك، لذا تعلم الأمم المتقدمة أن المُعاق ليس بنقمةٍ على المجتمع إنما هو إحدى أدوات تنميته، وفي التاريخ من تركوا بصمةً كُبرى من ذوي الهمم لا يمكن أن تُنسى.
مؤلف كتاب رعاية الطفل المُعاق
محمود عنان: كاتب مصري وأستاذ التربية الرياضية في كلية حلوان، حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في التربية.
من أهم أعماله ومؤلفاته: كتاب “أولياء الأمور والأدوار النفس اجتماعية في منظومة التدريب والمنافسات الرياضية” والكتاب الذي بين أيدينا “رعاية الطفل المُعاق”.