أسباب الاكتئاب

تتنوَّع أسباب الاكتئاب وتتعدَّد العوامل التي تجعلنا عرضة للإصابة به، منها: الجينات والشخصية ونمط تفكير الشخص، والمحيط العائلي والضغوط النفسية، وكذلك أمراض الإعاقة الطويلة الأمد والأمراض الجسدية وبعض الأدوية والعقاقير.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

أما دور الجينات فيمكن أن تؤدِّي الجينات الموروثة عن الوالدين دورًا مهمًّا في الاكتئاب، ويبقى الاكتئاب موجودًا بحاجة فقط إلى بعض الأحداث الحياتية الضاغطة لتحثَّه وتثيره، ذلك أن الفرد بالتأكيد لن يصاب بالاكتئاب لمجرد أن أحد الوالدين، أو أحد أفراد أسرته كان مصابًا به، ولكن ربما احتمالية ظهور أعراض مرض الاكتئاب ومروره به قد تزداد في المستقبل شيئًا فشيئًا، ولكن يختفي أو يقلُّ دور هذه الجينات في حالات الاكتئاب الخفيف.

وكذلك تعدُّ الشخصية من العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة للاكتئاب، فأصحاب الشخصية القلقة والاستحواذيون الذين يخفون مشاعرهم وأصحاب الأمزجة المتقلِّبة يكونون أكثر الأشخاص عرضة للإصابة، كما أن المحيط العائلي وما يحتويه من الأحداث والظروف التي تمرُّ على الشخص في أثناء حياته، يؤثر تأثيرًا شديدًا في الطفل أو الشخص، أيضًا سوء المعاملة أو الأذى الجسدي للطفل في الصغر، أو الآباء مثل الأب المتسلِّط الذي دائمًا ما يعنِّف أولاده، وكذلك نوع التربية التي يتلقَّاها الأشخاص والتي قد تدفع بهم إلى الاكتئاب في المستقبل، قد يسهم التحرُّش الجسدي أو الجنسي في إصابة بعض الأشخاص بالاكتئاب، كذلك نمط التفكير فالأشخاص الذين يملكون أفكارًا سلبية تجاه أنفسهم والمجتمع هم أكثر عرضة للاكتئاب.

كما أن الأمراض الجسدية المزمنة وطويلة الأمد وأمراض الإعاقة التي يفتقد فيها الراحة والاستقلالية والقدرة على الحركة والثقة بالنفس قد تدفع بالشخص إلى هاوية الاكتئاب، كما أن هناك بعض الأدوية التي تسبِّب الاكتئاب، ويكون ضمن أعراضها الجانبية الإصابة به مثل الأدوية المستخدمة في علاج الصرع وبعض أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة في علاج أمراض السرطان والأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم وحبوب منع الحمل والمهدئات القوية، وبعض المسكنات التي تستخدم على المدى البعيد مثل مسكِّنات التهاب المفاصل والربو.

بلا شك أننا جميعًا نتعرَّض لتقلُّبات في المزاج من وقتٍ إلى آخر نتيجة تراكم الضغوط والمواقف الأليمة التي تعترينا، وربما ازداد علينا الألم إلى درجة تصل بنا إلى الاكتئاب، وليس كل حزن أو قلق يسمَّى اكتئابًا، فعندما يستخدم الأطباء وصف “اكتئاب”، فهم لا يعنون حالات الحزن البسيطة، وإنما حالة مرضية شديدة تؤثر جسميًّا وعقليًّا وتستمر عدة أسابيع.

يسلِّط هذا الكتاب الضوء على مفهوم الاكتئاب عند البالغين والأطفال وأبرز أعراضه، ويعرِّفنا الأسباب التي يمكن أن توصل الفرد إليه، وتجعله عرضة للكثير من الآلام والتقلُّبات المزاجية، وكيف يمكننا أن نتفاداها ونساعد أنفسنا ونقدِّم الدعم للغير في مواجهته، وما سُبل العلاج اللازمة حتى نصبح أصحاء نفسيًّا وأكثر قدرة على التحمُّل والمواجهة.

كوام مكنزي Kwame McKenzie: طبيب وصحفي وأستاذ علم النفس والطب النفسي بجامعة تورونتو، ومحلِّل نفسي في مراكز الإدمان والصحة العقلية، والرئيس التنفيذي لمعهد ويليسلي -مؤسسة فكرية سياسية- ومقدم للعديد من البرامج الإذاعية التي ناقش فيها التحليل النفسي.

من أبرز مؤلفاته: “القلق ونوبات الذعر”، و”Depressão”، وله الكثير من المقالات الأكاديمية في مجالات الصحة النفسية والطب النفسي.