فئات المراهقين في مواجهة المشكلات
فئات المراهقين في مواجهة المشكلات
قد يمارس الآباء والأمهات بعض السلوكيات التي يشعر المراهق بالضيق منها مثل كثرة الأوامر والنواهي وكثرة النصائح، والتنبيهات بمراعاة النظام أو إرغامه على أكل طعام لا يستمتع به ولا يستسيغه، فيضيق بلفظ “افعل” و”لا تفعل” ونقد سلوكياته، كما يضيِّق من اللوم المستمر ومقارنته بغيره أو مدح أحد إخوانه وطلبهم منه أن يتخذه قدوة، كذلك يتضايق عندما يقوم والداه بانتقاد أصدقائه وشخصياتهم أو تحقيرهم، والتدخُّل في اختيار هواياته وكيف يقضي وقت الفراغ، ومن إفشاء أسراره أمام الجميع مما يفقده الثقة بأسرته، ويجعله يبحث عنها خارج البيت بين أصدقائه.
والمراهقون في مواجهة المشكلات ليسوا على فئة واحدة، بل ينقسمون بحسب مواقفهم من مواجهة المشكلات إلى أربعة أنواع: أولها المراهق كاتم المشكلات، ومن سماته الميل إلى الوحدة، فهو غالبًا غير اجتماعي، ولا يتفاعل عاطفيًّا مع الآخرين، ودائمًا ما يعيش أحلام اليقظة حيث يحاول فيها حل مشكلاته بطرق خيالية، وهو لا يظهر تمرُّده فيتمرَّد داخليًًّا، وإذا اشتدَّ تمرُّده يظهر على شكل قلق وأمراض نفسية وجسمية، يعاني الفشل الدراسي المرتبط بالاكتئاب والتمرد.
وهناك المجاهر بالمشكلات، وهذا دائمًا ما يتسبَّب في خلق المشكلات، ويظهر في سلوكه الإفراط في العناد والعدوانية والجموح، ويلجأ إلى العنف ليلفت نظر مجموعته، ومن سلوكياته الإهمال وتعمُّد الفشل الدراسي، والسخرية من الأخلاق الحسنة والثورة عليها ليلفت الأنظار وليصبح بطلًا بين أصدقائه الذين غالبًا ما يكون لهم نفس سلوكه، وأحيانًا يقوم بمغامرات جريئة لكي ينال إعجابهم.
ويقابل هذا النوع شخصية الهارب من المشكلات، فعندما يشعر بعدم احترام الآخرين له يلجأ إلى الهرب من البيت أو التهديد وفقدان الشهية لكي تهتمَّ أسرته به، أما النوع الأخير وهو المواجه للمشكلات، فهو أفضلهم، إذ إنه لا يهرب من مشكلاته أو يكتمها، بل يدرس مشكلته بنفسه ويحاول التغلُّب عليها.
الفكرة من كتاب هكذا نربي.. 5 مهارات لرفع كفاءة الوالدين وفعاليتهما
إن المراهقة مرحلة مهمة في حياة الإنسان، إذ تكتمل فيها شخصيته فضلًا عن كونها مرحلة اكتشاف وانفتاح وعطاء، ويعد الهدف من التربية جعل المتربي إنسانًا ناضجًا حرًّا مسئولًا وأهلًا لاتخاذ قراراته..
يتناول هذا الكتاب المعايير والمهارات التي تساعد الوالدين على رفع كفاءتهما وفاعليتهما في تربية الأبناء والتعامل معهم، حيث يستعرض بصورة مبسطة أهم الأدوات والمهارات التي تساعد على إنشاء إنسان ناضج ومتزن فكريًّا ونفسيًّا، كما يتناول مرحلة المراهقة وأهم المشكلات والتناقضات التي يمر بها المراهقون خلال مرحلة النمو ومدى معاناتهم منها، وكيف تتعامل معهم الأسرة وكيفية توجيههم بالطرق الصحيحة لبناء أسرة فعالة.
مؤلف كتاب هكذا نربي.. 5 مهارات لرفع كفاءة الوالدين وفعاليتهما
مصطفى أبو سعد: مدرب ومحاضر مغربي الجنسية، حصل على الماجستير في الإرشاد النفسي والدكتوراه في الإرشاد التربوي من جامعة تولوز الفرنسية، يعمل استشاريًّا تربويًّا وموجهًا نفسيًّا، له العديد من اللقاءات في البرامج الإعلامية والإذاعية، وقدم العديد من الدورات من أهمها: دورة إعداد المرشد الأسري (العلاقات الزواجية – العلاقات مع الأبناء)، وفن التعامل مع حاجيات الطفل، وفن التعامل مع الأطفال المرضى.
له العديد من الكتب في مجالات تربية الأبناء، منها:
المراهقون المزعجون.
مهارات الحياة الوجدانية.
الحاجات النفسية للطفل.
استراتيجيات التربية الإيجابية.