كيف يتعامل الوالدان مع المتناقضات في حياة المراهق؟

يمر المراهق بعدة متناقضات تجعله وكأنه يقف بين قطبين يتجاذبانه، ويظل يعاني بينهما، ويصبح موقفه خليطًا بين سلوك الطفل ومواقفه وبين سلوك الراشد، ومن هذه المتناقضات: الحب والتمرد على الوالدين، حيث يجد نفسه في حيرة بين حبه لهما وطاعتهما وخضوعه لهما كما اعتاد دائمًا، وبين محاولة إثبات شخصيته وذاته، فيجد نفسه حائرًا بين الاعتمادية والاستقلال، فقد نشأ على الاعتمادية عليهما في كل شيء منذ مولده من احتياجات وقرارات، ولكنه في هذا العمر يحاول أن يثور عليهما ويتخذ قراراته بنفسه فيريد الخروج من الذات الطفولية، وهما يأبيان ذلك خوفًا عليه لقلة خبراته في الحياة، فهو يريد أن يشعر بالاستقلال، ومع هذا لا يزال يشعر بأنه يحتاج إلى مساندة الوالدين وحمايتهما له.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

كذلك يعاني بين المثالية وحب الذات، فهو يحتاج إلى الشعور باحترام الناس له باعتباره راشدًا، وفي الوقت نفسه يحتاج إلى التمتُّع باللعب والمرح اللذين اعتادهما ولا يتخلى عنهما، كما يعاني بين المسؤولية والانضباط، فهو يريد أن يقوم باتخاذ قراراته بنفسه، وفي الوقت نفسه يحتاج إلى من يرشده ويساعده دون أن يشعره بأنه لا يزال طفلًا.

والمطلوب من الأهل فعله لاجتياز هذه المتناقضات إشعار الابن أنه محبوب على الرغم من الأخطاء التي تصدر منه، وأنهم لا يكرهونه بل يكرهون فعل الخطأ نفسه، كذلك بناء علاقة حب وصداقة بينهم وبين الأبناء، فهم بحاجة إلى مصاحبتهم لا معاملتهم بالأوامر والنواهي، وكذلك تجنُّب النقاشات الحادة في التعامل معهم واللجوء إلى الحوار الإيجابي، فالعلاقة السليمة بين الوالدين والأبناء القائمين على هذه الأسس تجعل المراهق يمر بهذه المرحلة إلى مرحلة النضج في سهولة ويسر دون معاناة.

إن المراهقة مرحلة مهمة في حياة الإنسان، إذ تكتمل فيها شخصيته فضلًا عن كونها مرحلة اكتشاف وانفتاح وعطاء، ويعد الهدف من التربية جعل المتربي إنسانًا ناضجًا حرًّا مسئولًا وأهلًا لاتخاذ قراراته..

يتناول هذا الكتاب المعايير والمهارات التي تساعد الوالدين على رفع كفاءتهما وفاعليتهما في تربية الأبناء والتعامل معهم، حيث يستعرض بصورة مبسطة أهم الأدوات والمهارات التي تساعد على إنشاء إنسان ناضج ومتزن فكريًّا ونفسيًّا، كما يتناول مرحلة المراهقة وأهم المشكلات والتناقضات التي يمر بها المراهقون خلال مرحلة النمو ومدى معاناتهم منها، وكيف تتعامل معهم الأسرة وكيفية توجيههم بالطرق الصحيحة لبناء أسرة فعالة.

مصطفى أبو سعد: مدرب ومحاضر مغربي الجنسية، حصل على الماجستير في الإرشاد النفسي والدكتوراه في الإرشاد التربوي من جامعة تولوز الفرنسية، يعمل استشاريًّا تربويًّا وموجهًا نفسيًّا، له العديد من اللقاءات في البرامج الإعلامية والإذاعية، وقدم العديد من الدورات من أهمها: دورة إعداد المرشد الأسري (العلاقات الزواجية – العلاقات مع الأبناء)، وفن التعامل مع حاجيات الطفل، وفن التعامل مع الأطفال المرضى.

له العديد من الكتب في مجالات تربية الأبناء، منها:

المراهقون المزعجون.

مهارات الحياة الوجدانية.

الحاجات النفسية للطفل.

استراتيجيات التربية الإيجابية.