حياة صحيَّة بلا ألم
حياة صحيَّة بلا ألم
كثيرٌ من الأساليب الحياتية الخاطئة والعادات غير الصحية لها أكبر الأثر في مضاعفة آلام الظهر، فطريقة الوقوف والجلوس مثلًا من الأمور المهمة التي يتجاهلها الناس لبساطتها لكن طريقة الوقوف المتمايلة أو المنحنية أو المتراخية قد تسبِّب على المدى الطويل تمددًا للأربطة في العمود الفقري، ويزداد الألم مع تراكم الوضعيات الخاطئة، أما الجلوس على المقاعد المنخفضة في البيت أو في العمل وانحناء الظهر في أثناء تأدية الأعمال على الحواسيب فيؤدي أيضًا إلى أوجاع مستمرة، فيجب أن تكون الكراسي ذات ساندات للظهر ومستوى الطاولة في مستوى اليد نفسه، حتى لا يضطر الإنسان إلى انحناء الظهر إلى الأمام.
النوم على الأسرَّة ذات الفُرُش التي بها انخفاضات وارتفاعات أو التي ينضغط جزءٌ منها بسهولة نتيجة ضغط وزن الجسم في أثناء النوم يؤدي ذلك إلى انحناءات جانبية عديدة في الظهر، ويمكن تجنُّب ذلك بأن يكون السرير مريحًا، لكن صلبًا عن طريق وضع لوحات خشبية تحته حتى يتم تقليل فرص الإصابة بتصلُّبات الظهر وآلامه.
والأحذية غير الرياضية هي الأخرى مع الأوقات الطويلة تؤثر طبيعتها في الظهر وتُحدث آلامًا مع الوقت، فعلى سبيل المثال: أحذية النساء ذات الكعب العالي تؤدي إلى إمالة الجزء السفلي من الجسم إلى الأمام ما يضطرهنْ إلى إمالة الجزء العلوي إلى الخلف لتحقيق التوازن، وكذلك الأحذية عامةً ذات النعال الصلبة لا يُنصح بها لأنها عند خفض القدم في أثناء المشي يحدث انتقال للارتطامات ميكانيكيًّا إلى عظام الظهر، ومن ثم تؤثر سلبًا فيه، لذلك يُفضَّل الأحذية ذات النعال التي تمتصُّ الصدمات أو الأحذية الرياضية بالمقارنة مع غيرها.
ومن أكثر أسباب الآلام الظهرية كراسي السيارات غير المريحة، والتي يضطرُّ السائق إلى الانحناء معظم وقت القيادة ليتمكَّن منها على نحو سليم، ومن ثم تجعل الظهر عُرضة دائمًا لآلامٍ مزمنة، خصوصًا لهؤلاء الذين يقودون لفترات طويلة يوميًّا، ويمكن الاستعانة بوسائل الراحة الإضافية التي يتم استخدامها لجعل كرسي القيادة مريحًا للظهر تقريبًا.
الأحمال الثقيلة وطريقة حملها الخاطئة هي أيضًا من أشهر الأسباب التي تضرُّ وتؤذي العمود الفقري وتُسبِّب ألمًا شديدًا، والطريقة الصحيحة لحمل شيء ثقيل هي التباعد بين القدمين والجلوس مع ثني الفخذين، ووضعية مستقيمة للعمود الفقري، حيث يتم حمل الوزن الثقيل بين اليدين بالقرب من الجسم والوقوف به بوضعية مستقيمة.
أخيرًا يجب ألا تتم الاستهانة بتلك العادات السيئة، لأن تأثيرها عند اجتماع أكثر من عادة معًا يعادل الألم نفسه لأمراض أخرى.
الفكرة من كتاب آلام الظهر
معظمنا -إن لم يكن كلنا- شعر بآلام في ظهره ولو لمرَّات قليلة، وهناك قدرٌ من المعاناة بالتأكيد مع كل نوبة ألم يتم الإحساس بها طالت أو قصرت.
يتحدَّث الكاتب عن آلام الظهر وأنواعها وأسبابها المحتملة، ويُفرد حديثًا مطولًا عن كيفية الحياة اليومية بصورة صحية وتصحيح العادات الضارة كوقاية من آلام الظهر، ثم يذكر آخر ما تم التوصُّل إليه في الطرق العلاجية.
مؤلف كتاب آلام الظهر
مالكوم چيسون Malcolm Jayson: زميل الكلية الملكية للأطباء في لندن، بروفيسور أمراض الروماتيزم، شغل منصب مدير مركز مانشستر وسالفورد لآلام الظهر، أجرى دراسات مكثَّفة عن وظائف العمود الفقري عند الإنسان وبنيته وطرق قياس العلاجات والتجارب العلاجية.