ممَّ يتكوَّن العمود الفقري؟
ممَّ يتكوَّن العمود الفقري؟
يتكوَّن العمود الفقري أو سلسلة الظَّهر من فقرات متصلة بعضها ببعض مُقسَّمة على حسب الأماكن إلى خمس مناطق رئيسة: المنطقة العنقية وتتكوَّن من سبع فقرات عنقية في الرقبة، والمنطقة الصدرية وتتكوَّن من اثنتي عشرة فقرة، ثم المنطقة القطنية وتتكوَّن من خمس فقرات، والمنطقة العجزية وتتكوَّن من خمس فقرات ملتحمة تمامًا فيما يُعرف “بالعَجُز” وأخيرًا العُصعص، وهو نهاية العمود الفقري.
المنطقة الصدرية تُشكِّل انحناءً إلى الخارج يُعاكس انحناء الفقرات القطنية الذي يكون باتجاه الداخل، وتتصل كل فقرة بالفقرة التي تليها بأربطة قوية مُحكمة على جانبي العمود، كما يوجد مفاصل على هيئة أزواج بمفصل في كل جانب يساعد على الحركات المختلفة للعمود الفقري.
ولا يعد العمود الفقري مجرد عظامٍ صلبة تتصل بعضها ببعض فقط وإلا ما نشأت الحركات المختلفة وأحيانًا المتعاكسة، إذ يوجد ما يُعرف بالأقراص أو الغضاريف وهي أقراص مرنة توجد بين كل فقرة وأختها وتتكوَّن من نواة ليِّنة في المركز تحيط بها حلقة خارجية تعطيها شكل القرص.
والعمود الفقري ليس عمودًا مُصمتًا مكوَّنًا من عظام صلبة فقط، وإنما تلك الفقرات هي فقرات مُفرَّغة من وسطها، فعندما تترتَّب بعضها فوق بعض تُشكِّل ما يعرف بـ”القناة العصبية الشوكية” التي يمر بداخلها الحبل الشوكي الذي يصل المخ بأعضاء الجسم كلها منذ بدايته عندما يخرج من الجمجمة من الثقب الكبير، فيدخل في القناة الشوكية من أول فقرة وينتهي تقريبًا عند الفقرة الأولى أو الثانية القطنية، وعلى طول الحبل الشوكي تخرج وتتفرَّع أو تدخل أعصابٌ طرفية من ثقوب أو فتحات موجودة في كل فقرة، وتلك الأعصاب الخارجة تحمل إما إشارات حركية للعضلات وإما إشارات حشوية للأعضاء لتنظيم عملها، أما الأعصاب الداخلة فتحمل الأحاسيس المختلفة من لمسٍ وحرارة وألم ووضعية الجسم الميكانيكية من مناطق الجسم المختلفة، لينقلها الحبل الشوكي إلى المخ.
حركات العمود الفقري متميزة عجيبة تدعو إلى الدهشة، فكيف لسلسلة عظمية أن تنحني إلى الأمام وإلى الخلف أو تنحني إلى الجانبين، أو أن تلتوي، أو حتى أن تستطيع الانحناء والالتواء في الوقت ذاته! لا بدَّ أن تكون بناءً هندسيًّا دقيقًا يقوم بكل تلك الحركات، وما يُساعد العمود الفقري على حركاته المختلفة هو اتصال الفقرات بعضها ببعض بوجود المفاصل والغضاريف بين كل فقرة وأخرى، كما أن الانحناء الخلفي للفقرات الصدرية والأمامي للقَطَنية يُعطي محصِّلة من التوازن العام، فلا يحدث خللٌ في حركةٍ أو في سكونٍ.
الفكرة من كتاب آلام الظهر
معظمنا -إن لم يكن كلنا- شعر بآلام في ظهره ولو لمرَّات قليلة، وهناك قدرٌ من المعاناة بالتأكيد مع كل نوبة ألم يتم الإحساس بها طالت أو قصرت.
يتحدَّث الكاتب عن آلام الظهر وأنواعها وأسبابها المحتملة، ويُفرد حديثًا مطولًا عن كيفية الحياة اليومية بصورة صحية وتصحيح العادات الضارة كوقاية من آلام الظهر، ثم يذكر آخر ما تم التوصُّل إليه في الطرق العلاجية.
مؤلف كتاب آلام الظهر
مالكوم چيسون Malcolm Jayson: زميل الكلية الملكية للأطباء في لندن، بروفيسور أمراض الروماتيزم، شغل منصب مدير مركز مانشستر وسالفورد لآلام الظهر، أجرى دراسات مكثَّفة عن وظائف العمود الفقري عند الإنسان وبنيته وطرق قياس العلاجات والتجارب العلاجية.