كيف يساعد الأخصائي النفسي ذوي الاحتياجات الخاصة؟
كيف يساعد الأخصائي النفسي ذوي الاحتياجات الخاصة؟
من المعروف لدى الأخصائيين النفسيين أنه لا يمكن تجزئة أو فصل أدوار الأخصائي النفسي في تحسين جودة الحياة لدى الأطفال، لكن من الأنسب أن يتم التقسيم لمجموعات مُرتَّبة لضمان جودة العلاج.
يبدأ الأخصائي النفسي مساعدة المريض بإعداد وتنفيذ البرامج الإرشادية للوقاية من الإصابة بالإعاقات، وتعتمد هذه البرامج على عوامل عديدة يخطِّط لها الأخصائي مثل مستوى التفكير ودرجة النضج والعمر، وتأهيل المربين للاهتمام بالطفل، حيث إن تجنيب الطفل الوقوع في متاهة الإعاقة والأمراض أفضل كثيرًا من دخوله عالم الأمراض، ولا بدَّ من توفير أفضل السُّبل لعلاجه.
وتعدُّ برامج التدخُّل المبكِّر للكشف عن الأطفال المعاقين أو المُعَرَّضين للإعاقة سواء في مراحل الطفولة المبكِّرة أم الرضاعة من أهم الخطوات للأخصائي النفسي في التعامل مع الطفل، لأنه يتعامل مع أي مشكلة قد تعوق الطفل في التكيُّف مع من حوله أو تمنعه من تحقيق ذاته في المستقبل، إذ إن هناك بعض الإعاقات لا يتكهَّن بها الطبيب وذلك لبساطتها، لكن يستطيع الكشف المبكر استكشاف ذلك والتعامل معه؛ فإن كل طفل يعاني إعاقة يمكن أن يصبح أفضل إذا تم التدخل في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة، وتكون الإعاقات الكبيرة واضحة للتعامل معها، أما الصغيرة فتكون خبيثة مختفية لكن إهمالها تكون عواقبه وخيمة، وتكمن ميزة التدخُّل المبكر في رعاية الطفل وسط جو أسري يضمن له الشعور بالدفء والأمان وإحساسه بحب من حوله وانتمائه إليهم.
يأتي بعد ذلك التشخيص الإكلينيكي للحالات التي تم التعرف عليها بالفعل وتحديد مدى الإعاقة وتأثيرها في الطفل، ومن ثَمَّ سهولة تقويمها أو على الأقل وضع خطة واضحة للمحاولة، ويصل إلى هذا التشخيص عن طريق إجراء الاختبارات المناسبة لتأكيد الاحتياجات الخاصة التي سيحتاج إليها الطفل، وتشمل مرحلة التشخيص: تحديد العوامل المسببة لسهولة معالجة الحالة من جذورها، وتقييم درجة العجز العضوي والوظيفي، وتحديد الأسس التي تدور حولها مناقشة الحالة مع الطفل وأسرته، والأسس التي يبني عليها اختيار منهج علاجي معين.
الفكرة من كتاب دور الأخصائي النفسي في تحسين جودة الحياة
فرحة انتظار مولود جديد لا يضاهيها فرحة ورسم الخيالات عن الطفل وتربيته وحياته من أمتع الخيالات لدى الكثير من الناس، لكن ماذا لو جاء الطفل باحتياج أو إعاقة ما مهما بلغ حجمها؟ قد يصاب الأهل أحيانًا بخيبة أمل وصدمة، ينشغلون بالعلة ويتجاهلون احتياجه الفطري إلى الشعور بالأمان وتوقُّعاته الإيجابية من المحيطين به، خاصةً توقُّعات القبول والحب غير المشروط، حيث تكون طبيعته أقل استقرارًا وأكثر غضبًا، وأي شيء يخالف توقُّعاته بالأمان والاحتواء والتفهُّم من المحيطين قد يسبِّب له الخذلان والاكتئاب حتى وإن لم يظهر لنا ما يشعر به من انهزام نفسي ورفض، فذلك يرجع فقط إلى النظرة غير الواعية إلينا لا بحقيقة ما يشعر.
في هذا الكتاب يناقش الدكتور جمال شفيق كيفية مساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على تحسين جودة حياتهم ووجوب الاستعانة بالأخصائي النفسي لأهمية دوره.
مؤلف كتاب دور الأخصائي النفسي في تحسين جودة الحياة
جمال شفيق أحمد: أستاذ علم النفس الإكلينيكي واستشاري العلاج النفسي للأطفال والمراهقين، ورئيس قسم الدراسات النفسية بجامعة عين شمس معهد الدراسات العليا للطفولة، وحصل على جائزة البحوث الممتازة لجامعة عين شمس عن البحث المقدَّم منه بعنوان “تباين مستويات الشعور بالوحدة النفسية لدى المراهقين من الجنسين ومدى قدرتها التنبؤية ببعض متغيرات الشخصية”.
وقام بدراسات وأبحاث أخرى بعنوان: “اتجاه الأطفال المحرومين من أسرهم الطبيعية نحو المؤسَّسات الإيوائية المودعين بها وعلاقتها بدرجة القلق والاكتئاب لديهم”، و”الأفكار الجنسية الشائعة لدى المراهقات في الريف والحضر، و”الوسواس القهري لدى الأطفال والمراهقين من الجنسين وعلاقته بمدى قدرتهم الابتكارية”.