آلية عمل الأخصائي النفسي
آلية عمل الأخصائي النفسي
يعمل الأخصائي النفسي ضمن فريق متكامل (الأخصائي الاجتماعي- الطبيب- أخصائي الطب النفسي- الفريق العلاجي المساند مثل: أخصائي العلاج الطبيعي والتوعية الصحية)، يعمل في هيكل تنظيمي دقيق لمراعاة استقلالية الأدوار.
أما الآلية التي يعمل بها الأخصائي النفسي فتبدأ بالتشخيص ثم العلاج وتعديل السلوك المضطرب وإجراء البحوث العلمية؛ حيث لا تقتصر معرفة الأخصائي على طريقة العلاج النفسي فقط، بل يجب أن يكون مُلمًّا بالحالة من الناحية الطبية ويعلم دور كل من حوله حتى لا تختلط عليه الواجبات، ويبدأ عمله بالتصدِّي لمواجهة المشكلات التي يُحتمل حدوثها من خلال عمليات التقييم النفسي الشامل لكل الوظائف النفسية والقدرات العقلية بهدف زيادة توافقهم النفسي والاجتماعي، ولا يقف دوره عند هذا الحد، بل يتواصل مع أهل الأطفال لدعمهم وتأهيلهم، وحتى عند حدوث مضاعفات للطفل أو وفاته يظل دور الأخصائي النفسي قائمًا في التواصل مع الأسرة للتكيُّف مع الحياة مرة أخرى، ولذلك كان من شروط الأخصائي النفسي الناجح أن يتدرَّب تدريبات إكلينيكية في برامج مخصَّصة ودراسات تأهيلية، ومن الأدوار المعتادة التي يقوم بها الأخصائي النفسي حسب تصوُّر إيزر (eiser): “مساعدة الأطفال والأسر على تفهُّم وتقبُّل الإجراءات الخاصة بالتشخيص والعلاج وتقديم برنامج وخدمات التوافق والمساندة والاتصال والتعليم للطفل المعاق والمشاركة في برنامج إعادة التأهيل للطفل”.
والجدير بالذكر أن دور الأخصائي النفسي لا يبدأ فقط بإصابة الطفل بأي إعاقة، بل مبكرًا منذ بداية تصنيف حالته، حيث يُقدِّم دورة إرشادية وقائية لتجنُّب احتمالية الإصابة بمثل هذه الإعاقات، وتأهيل الطفل للعودة إلى المدرسة وتأهيل المعلِّمين والطلبة للتعامل الصحيح معه ومع احتياجه، وينوِّه الكاتب أن الأدوار كثيرة وفرعية ومتشابكة، وأن الفصل بين هذه الأدوار لا يمكن فعليًّا أو واقعيًّا، حيث إن طبيعة وتوقيت هذه الأدوار يمكن أن يكون في التوقيت نفسه أو في أوقات متقاربة.
الفكرة من كتاب دور الأخصائي النفسي في تحسين جودة الحياة
فرحة انتظار مولود جديد لا يضاهيها فرحة ورسم الخيالات عن الطفل وتربيته وحياته من أمتع الخيالات لدى الكثير من الناس، لكن ماذا لو جاء الطفل باحتياج أو إعاقة ما مهما بلغ حجمها؟ قد يصاب الأهل أحيانًا بخيبة أمل وصدمة، ينشغلون بالعلة ويتجاهلون احتياجه الفطري إلى الشعور بالأمان وتوقُّعاته الإيجابية من المحيطين به، خاصةً توقُّعات القبول والحب غير المشروط، حيث تكون طبيعته أقل استقرارًا وأكثر غضبًا، وأي شيء يخالف توقُّعاته بالأمان والاحتواء والتفهُّم من المحيطين قد يسبِّب له الخذلان والاكتئاب حتى وإن لم يظهر لنا ما يشعر به من انهزام نفسي ورفض، فذلك يرجع فقط إلى النظرة غير الواعية إلينا لا بحقيقة ما يشعر.
في هذا الكتاب يناقش الدكتور جمال شفيق كيفية مساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على تحسين جودة حياتهم ووجوب الاستعانة بالأخصائي النفسي لأهمية دوره.
مؤلف كتاب دور الأخصائي النفسي في تحسين جودة الحياة
جمال شفيق أحمد: أستاذ علم النفس الإكلينيكي واستشاري العلاج النفسي للأطفال والمراهقين، ورئيس قسم الدراسات النفسية بجامعة عين شمس معهد الدراسات العليا للطفولة، وحصل على جائزة البحوث الممتازة لجامعة عين شمس عن البحث المقدَّم منه بعنوان “تباين مستويات الشعور بالوحدة النفسية لدى المراهقين من الجنسين ومدى قدرتها التنبؤية ببعض متغيرات الشخصية”.
وقام بدراسات وأبحاث أخرى بعنوان: “اتجاه الأطفال المحرومين من أسرهم الطبيعية نحو المؤسَّسات الإيوائية المودعين بها وعلاقتها بدرجة القلق والاكتئاب لديهم”، و”الأفكار الجنسية الشائعة لدى المراهقات في الريف والحضر، و”الوسواس القهري لدى الأطفال والمراهقين من الجنسين وعلاقته بمدى قدرتهم الابتكارية”.