مشكلات تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة
مشكلات تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة
من المشكلات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة هي الاضطرابات النفسية والانفعالية التي تتمثَّل في ضياع مفهوم الذاتية والميل إلى العزلة، والتقلُّبات المزاجية وسهولة الغضب والاستثارة، والشعور بالوحدة والاعتمادية والتشكُّك في كل شيء والبكاء وانخفاض مستوى الذكاء والتأثير في ترابط الأسرة وفي حالات متقدِّمة يؤدي إلى حالات انتحار، بالإضافة إلى وجود بعض المشكلات في سلوك الأطفال مثل العند وفرط الحركة والانعزال والعادات غير المقبولة، وهذه المشكلات تتسبَّب بصورة كبيرة في المشكلات الاجتماعية التي يواجهها الطفل من أقرانه في المرحلة المدرسية من تباعد خوف من العدوى، وفقدان الطفل ثقته بنفسه وانعزاله وإحساسه بالغيرة والحقد.
ومن أصعب المشكلات التي يواجهها هؤلاء الأطفال هي عدم القدرة على التوافق السلوكي مع من حولهم مثل الأسرة، وحتى لو تأقلمت الأسرة فإنها ستضطر إلى الانعزال وانعدام الأنشطة الاجتماعية نتيجة استجابات الآخرين المحبطة على أفعال الطفل، وقد تعاني الأسرة ارتفاع الضغوط النفسية والمشكلات الاقتصادية، والشعور بالذنب والإحباط والغضب والقلق من موت ابنهم المفاجئ والوحدة النفسية وازدياد الفجوة بينهم.
وقد يتعرض باقي الأسرة (الإخوة) للإهمال وتأثُّر حياتهم الاجتماعية وعدم قدرتهم على تبادل الزيارات والفتور في العلاقة بالوالدين والأصدقاء والضغوط النفسية، وتوجيه طاقة غضبهم ناحية الآباء لاعتقادهم أنهم السبب الرئيس فيما يشعرون به، ويتولَّد لديهم إحساس بالذنب في بعض الأحيان بسبب عجزهم عن مساعدة أخيهم، وحتى لو توفِّيَ طفل الاحتياجات الخاصة فإنهم يدخلون في حالة من الاكتئاب ومشاعر الأسى والحزن، لذلك فمن ضمن الاحتياجات الخاصة احتياج الوالدين والإخوة إلى الإمداد النفسي وبرامج الرعاية الإرشادية والعلاجية لمساعدتهم على التكيُّف مع المحيطين وتحسين جودة حياتهم.
ومن الضروري الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الطبي ويُستحسن التمهيد بالعلاج النفسي، إذ إن الرعاية الطبية تفقد فاعليتها إذا لم يتم التعامل مع المريض ككيان يشعر ويتأثر ويفكِّر، والتعامل مع جسده فقط، لذلك يجب تأكيد دور الأخصائي النفسي في التعامل المبكِّر مع حالات هؤلاء الأطفال وذويهم.
الفكرة من كتاب دور الأخصائي النفسي في تحسين جودة الحياة
فرحة انتظار مولود جديد لا يضاهيها فرحة ورسم الخيالات عن الطفل وتربيته وحياته من أمتع الخيالات لدى الكثير من الناس، لكن ماذا لو جاء الطفل باحتياج أو إعاقة ما مهما بلغ حجمها؟ قد يصاب الأهل أحيانًا بخيبة أمل وصدمة، ينشغلون بالعلة ويتجاهلون احتياجه الفطري إلى الشعور بالأمان وتوقُّعاته الإيجابية من المحيطين به، خاصةً توقُّعات القبول والحب غير المشروط، حيث تكون طبيعته أقل استقرارًا وأكثر غضبًا، وأي شيء يخالف توقُّعاته بالأمان والاحتواء والتفهُّم من المحيطين قد يسبِّب له الخذلان والاكتئاب حتى وإن لم يظهر لنا ما يشعر به من انهزام نفسي ورفض، فذلك يرجع فقط إلى النظرة غير الواعية إلينا لا بحقيقة ما يشعر.
في هذا الكتاب يناقش الدكتور جمال شفيق كيفية مساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على تحسين جودة حياتهم ووجوب الاستعانة بالأخصائي النفسي لأهمية دوره.
مؤلف كتاب دور الأخصائي النفسي في تحسين جودة الحياة
جمال شفيق أحمد: أستاذ علم النفس الإكلينيكي واستشاري العلاج النفسي للأطفال والمراهقين، ورئيس قسم الدراسات النفسية بجامعة عين شمس معهد الدراسات العليا للطفولة، وحصل على جائزة البحوث الممتازة لجامعة عين شمس عن البحث المقدَّم منه بعنوان “تباين مستويات الشعور بالوحدة النفسية لدى المراهقين من الجنسين ومدى قدرتها التنبؤية ببعض متغيرات الشخصية”.
وقام بدراسات وأبحاث أخرى بعنوان: “اتجاه الأطفال المحرومين من أسرهم الطبيعية نحو المؤسَّسات الإيوائية المودعين بها وعلاقتها بدرجة القلق والاكتئاب لديهم”، و”الأفكار الجنسية الشائعة لدى المراهقات في الريف والحضر، و”الوسواس القهري لدى الأطفال والمراهقين من الجنسين وعلاقته بمدى قدرتهم الابتكارية”.